الأربعاء، أبريل 18، 2007

كلمات

الخريف
هو بالتأكيد ليس ذلك الضيف الذي يزورنا كل عام ليمكث بضعة أشهر ثم يذهب بعيداً
الخريف عندي هو ذلك المحتل الذي يستوطن مساحة كبيرة في القلب لا يغادرها أبداً

.....................

الطفولة
طفولتي هي امرأة شديدة الجمال .. بارعة الحسن ترملت في شهر العسل وفي أحشائها نطفة عمرها يومان ماتت قبل أن ترى النور بعد أن أطلقت صرختها الاولى .. والأخيرة

.....................

المستقبل

هو ذلك الشيء الذي ينبغي أن يبقى مجهولاً عن الناس لطول اعتقادي بأن الاطلاع على ما سوف يحدث هو أقصر الطرق نحو فقدان الرغبة في الحياه
.....................

المديح

اذا كان الخط المستقيم هو أقصر طريق بين نقطتين فإن كلمة المديح هي أقصر طريق بين الانسان والهاوية

ولا أعرف لماذا كلما تناهى الى مسامعي كلمة مديح تطل برأسي عبارة وردت على لسان لوقا البشير ناسباً اياها الى المسيح بن مريم يقول فيها
ويل لكم إن مدحكم الناس
ويل لكم اذا قال فيكم جميع الناس حسنا .لانه هكذا كان آباؤهم يفعلون بالانبياء الكذبة
....................

الوقاحة
هي أن تريد الزواج من فتاه جميلة شديدة العذوبة ذات ابتسامة دائمة حتى في أحلك المواقف ، تنتمي الى أسرة عرقية ذات نسب أصيل ، معتدلة في المستوى الاجتماعي بحيث يمكنها التفاعل مع كافة الطبقات ، متنوعة الثقافة لا تتأثر بهذا الرأي أو ذاك ، ذات شخصية مستقلة بحيث لا تعد تكراراً لغيرها ، بالرغم من أنك - شخصياً - لا تملك أياً مما سبق
....................

العهر
هو تلك اللوحة المعدنية التي يضعها الشخص على أفكاره والمكتوب عليها " للايجار " بحيث تكون تلك الافكار والمعتقدات ملكية خاصة مؤقته لمن يدفع الثمن
.....................
المخرج
هو ذلك الشخص الذي يقف بعيداً ليراقب بطلة مسرحيته وهي تبذل جهداً جهيداً لتبتسم ابتسامتها العذبة وتضحك ضحكتها الصافية ولا يملك الا أن يصفق لبراعتها في " الافتعال " على هذا النحو المدهش بالرغم من أن ابتسامتها الزائفة لم تنجح قط في خداعه وبالرغم من علمه المسبق بأنه حين ينتهي العرض وتخلد تلك البطلة الى مخدعها فانها تخلع عنها ذلك القناع الضاحك لتستبدله بذلك الحزن الدفين

ثم يفكر بعقليته الاخراجية ويسائل نفسه لماذا تبذل بطلته كل هذا الجهد "لتفتعل" تلك "البهجة" الزائفة

ثم يعود ادراجه عندما يلمع فجأة في ذهنه اسم تلك البطلة والتي تحمل اسماً على وزن إفتعال

الاثنين، أبريل 09، 2007

رفيق السفر


من هو رفيق السفر ... ؟

هو - في نظري - شخص كثير الكلام ، دائم الثرثرة

شخص يختصر كل ساعات السفر في تعب السفر وارهاق السفر وتراب السفر

كل مرة اسافر فيها وكأنني لص هارب أتخفى من كل من يعرفونني

احاول جاهداً أن اخفي وجهي خلف اوراق صحيفة وكأنني مخبر شديد الذكاء ينتمي لاذكى وزارة داخليه في كل بلاد العالم

في كل مرة أخرج فيها من بيتي للسفر تكون أمنيتي الاولى الا أقابل في طريقي شخص أعرفه أو شخص يعرفني

لأن السيناريو دائماً معروف لي منذ عرض قائمة الممثلين وحتى نزول كلمة النهاية

وحتى في الاحوال التي يكون فيها الشخص جالساً في مقعد بعيد

فانه يسعى جاهداً لتغيير المقاعد والجلوس بجانبي

ويبدأ بعدها مهمة اصابتي بصداع مزمن بقية اليوم

السفر في نظري وسيلة للتمتع والاسترخاء والسكون النفسي

تنظر الى الطريق وتتأمل في ذلك المزارع الذي يزرع ما آكله أنا وتلك الفتاه التي تمشي 10 كيلومترات كل يوم لكي تصل الى مدرستها وقد كنت أنت تستثقل تلك الامتار التي تفصلني عن مدرستي

تنظر الى تلك السيارة الفارهة التي تطير ولا تسير وتجعلك تظن لوهله أن الاتوبيس ما زال متوقفاً لولا تلك النظرة السريعة الى ماركة السيارة والتي تعيد لي رشدي على الفور

طريق السفر هو آيه من آيات الله في كونه والتأمل فيه يكسب الانسان خبرات قد لا تتوفر في أعرق جامعات العالم

طريق السفر هو فرصة لمحاسبة النفس واسترجاع المواقف والاخطاء والوقوف على الحقيقة مهما كانت بعيده والوصول الى الحل الامثل لكل مشكلة معقدة الى جانب أنه يفرج الكثير من تلك الكتل الخرسانيه الجاثمة على كل وعاء دموي في صدرك والتي درج العامة على تسميتها بالهموم

طريق السفر فرصة لكي يكون جسدك ساكناً لمدة تقترب من الساعتين بالرغم من أن سرعة تلك الخلايا الرماديه المكونة لذلك الشيء المسمى بالمخ تكاد تقترب من سرعة الضوء

والآن اذا ما اردت اجمال ما فصلته في السطور السابقة
فدعوني أقول

ان ساعتين من السفر المتواصل تساوي عندي قراءة ثلاثة كتب على الاقل دون ارهاق نظري لقراءة سطر واحد كما أنها تساوي عندي عبادة الله لمدة سنتين كما انها تزيح احدى الكتل الخرسانية المشكلة لاطنان من الهموم وأخيراً فانها ترهق جسدي قليلا والمتعطش دوماً للقليل من النوم أو الكثير منه

بالله عليكم الا يستحق الامر أن اهرع الى السفر كلما سنحت لي الفرصة لذلك
الاجابة نعم الامر فعلا يستحق
ولكن فقط
إذا اختفى ذلك " الشي ء " المسمى برفيق السفر