الأحد، مايو 29، 2011

من رأى (فلول) الناس تهون عليه (فلوله) ..!!




كنت استمع بمزيج من الفضول والذهول :bli: لحديث السيد (صبحي صالح) بشأن وجوب زواج الشاب الاخواني بفتاة اخوانية يسبقها لقب (أخت) وتحمل (كارنيهاً) لجماعة الأخوان المسلمين، وقادرة – دون جميع فتيات مصر - على انجاب أجيال هدفها نصرة الاسلام يكونون (اخوان بالوراثة) لنصنع (مجتمع اخوان) يفرض نفسه على الدنيا ..
ورغم أنني أعلم أن هذا الفكر العنصري الاقصائي من أوليات منهج الأخوان السرية منذ السبعينات وما بعدها، وأن الافصاح عن هذا الفكر جاء لا ارادياً تحت تأثير اصابة السيد (صبحي صالح) بأعراض الشهرة المفاجأة، بعد أن صار نزيلاً دائماً على شاشات المحروسة، منذ تم اختياره عضواً في لجنة تعديل الدستور لسبب لا يعلمه إلا الله والمجلس العسكري والاخوان، إلا أن هذا المنطق – مع ذلك- أثار في خاطري عدة تساؤلات احسست معها أنني قد ارتكبت جرماً في حق نفسي.
أنتمي لعائلة وفدية لا تحب عبد الناصر، بل وترى فيه لصاً سرق أموال الأغنياء ليغدق بها على عصابته التي ترتدي زياً عسكرياً، وترك الفتات للطبقات الدنيا كي يسبحو بحمد ولي نعمتهم الجديد، علاوة على أنه ضرب الديموقراطية في مقتل وسبباً رئيسياً في ترسيخ حكم العسكر ونكسة يوليو وخروج مصر من كأس العالم. :))
ورغم أنني لا أتبنى فكراً مشابهاً لجذوري العائلية، واحسب نفسي على الفكر الوسطي الذي يتبنى موقفاً متأرجحاً بين اليمن واليسار، ورغم أنني حالياً لا أنتمي إلى أي حزب سياسي إلا أن البعض يعتبرني – على سبيل الاستسهال- من (فلول) الوفد.
أما زوجتي فهي تنتمي لعائلة ناصرية – كما يقول الكتاب – رغم أن عبد الناصر فعل بهم الأفاعيل وأعدم عدداً ممن ينتمون للعائلة بتهمة انتمائهم لجماعة الأخوان المسلمين، ومع ذلك فهم يرون في عبد الناصر الزعيم الملهم، والبطل الذي وحد المصريين على كلمة سواء، وأعاد لهم كرامتهم التي سحقت بين مطرقة الاحتلال وسندان الاقطاع.
ولذلك فمن الطبيعي جداً أن ينام كل منا في غرفة منفصلة بعد مشاهدة فيلم (ناصر 56) وليس من المستغرب أن تذهب زوجتي إلى بيت والدها (بعين وعين) بعد مناقشة قصيرة حول تاريخ مصر الحديث.
من هنا بدا لي الفكر الاقصائي الذي تحدث به السيد (صبحي صالح) منطقياً ويجب تعميمه على كافة التيارات السياسية وألا نقصره على جماعة الاخوان وأن فكرة الزواج من فتاة لا تتبنى فكراً سياسياً مشابهاً هي فكرة فاشلة بكل المقاييس، بل وتثير عدة مشاكل قانونية واجتماعية.
فإذا كان قانون الاحوال الشخصية لا يطبق على غير المسلمين شريعتهم حال اختلافهم في الديانة أوالطائفة أوالملة، فما هو رأي القانون فيمن يختلفون في المذهب السياسي وأي شريعة ستطبق على زواج الوفدي من ناصرية .. !!
مصيبة كبرى أن يطبق علينا شريعة لا يسمح فيها بتعدد الزوجات، وقتها سوف أفقد أحد أهم أسلحتي المشهرة ضد زوجتي التي لا تكف عن سؤالي (بخبث) عن رأيي في مسألة تعدد الزوجات، وقيامي باجابتها (بخبث أكبر) بأن تعدد الزوجات (سنة عن الرسول) ولا أحد يستطيع أن يحرم ما أحل الله.
كارثة أن يطبق على من يختلفون سياسياً شريعة يكون الزواج فيها أبدياً لا طلاق فيه، وإلا فكيف أرد على زوجتي حين تسألني (هوا احنا ممكن نسيب بعض؟) وأنا الذي تعودت الرد بقوله تعالى (الطلاق مرتان فامساك بمعروف أو تسريح باحسان).
وإذا كان التوارث بين الزوجين مشروط بوحدة الدين، فلا توارث بين المسلم وغير المسلم، فهل سيمنع أيضاً التوارث بين الاخواني وغير الاخوانية ..!! هل سيمنع التوارث بين الوفدي والناصرية؟ هذا الأمر تحديداً يضرب طموحي في مقتل، إذ أنني كنت أعد العدة لأحظى بميراث كبير من زوجتي الناصرية – بعد عمر قـ .. طويل ..!! :h
ورغم هولي من هذه التسؤلات على خلفية استماعي للمفكر الاسلامي الرائع (صبحي صالح) والذي يمثل الجماعة (المغرورة) ألح علي خاطري فجأة أنني لا شك أسعد حظاً من غيري، فرغم أنني تزوجت من احدى (فلول) الحزب الناصري إلا أنني ولله الحمد أفضل كثيراً ممن أوقعه حظه العاثر في واحدة من فلول الحزب الوطني، لأنه بالتأكيد وكما يقول المثل "من رأى (فلول) الناس، تهون عليه (فلوله)" ..!! :--!