الخميس، نوفمبر 30، 2006

هدنة مع النفس

أعجبهم كثيراً حديثي عن الاستسلام
وأعجبهم أكثر ذلك الربط الفلسفي الا منطقي والغير شعوري الذي يربط ما بين التاريخ وقانون الحرب من ناحية
وما يمر بنفسي من تقلبات ومشاعر من ناحية أخرى
لكن شيئا ما في أعجابهم لم يكن يفرق بين الهدنة والاستسلام
ولذلك كان حديثي اليوم عن الهدنة
والهدنة من الاتفاقات الدولية
وموضوعها وقف عمليات القتال كلها أو بعضها لمدة محددة أو غير محددة
مع بقاء حالة الحرب قائمة وآثارها مستمرة الى حين ابرام تصرف قانوني آخر من شأنه أن ينهي حالة الحرب وما يترتب عليها من آثار
ومن الجدير بالذكر أيضاً في هذا الصدد أنه لا مجال للخلط بين الهدنة وبين ما يعرف بوقف اطلاق النار
حيث أن هذا الاخير هو اتفاق مؤقت بطبيعته ولمدة بالغة القصر
ويكون من أجل دفن الموتى وعلاج الجرحى أو للتفاوض على هدنة
ومن كل ما سبق ينضح لنا بجلاء
أنه اذا كان جوهر الهدنة هو وقف عمليات القتال بصفة مؤقتة مع أمكانية العودة الية
فإن جوهر الاستسلام هو ترك القتال نهائياً والالتزام بعدم العودة اليه
ويبقى أن أشير في النهاية الى أن وقف أطلاق النار والهدنة والاستسلام ليس من شأنهم أنهاء حالة الحرب
فحالة الحرب لا تنتهي في القانون الدولي الا باتفاقيات السلام
في هذه اللحظة فقط تنتهي الحرب
ويبدأ تطبيق قانون السلام كأثر أول لانتهاء حالة الحرب
وعلى ذلك عندما ذكرت أن الاستسلام هو الحل فقد كنت أقصد ذلك بكل تأكيد
مفضلاً اياه كعادتي عن النصر الملطخ بالوحل
لكنه كان استسلاماً للعدو وليس استسلاماً للنفس
أما النفس
فقد أوقفت عمليات القتال معها بصفة مؤقته
فقط للتفاوض واعادة تسليح الجيش
......................
على الهامش
..................
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود .. مفقود ... مفقود

الأحد، نوفمبر 26، 2006

الاستسلام هو الحل


توقيع وثيقة الاستسلام أصعب موقف قد يمر على اي قائد في أي معركة طوال حياته بأسرها
وقد يضطر القائد الى انهاء حياتة نفسها قبل توقيع تلك الوثيقة اللعينة كما فعل الجنرال أنامي وزير الدفاع الياباني حيث فضل الانتحار على توقيع وثيقة الاستسلام لامريكا الامر الذي حدا بالامبراطور الياباني الى تكليف الجنرال ماكارثر بتوقيع تلك الوثيقة
والمهم أن الوثيقة قد وقعت في النهاية أيا كان من قام بالتوقيع
انتحار الجنرال أنامي أو بالاحرى هروبه لم يمنع ولم يكن ليمنع تلك الحقيقة المريرة والتي تتلخص في هزيمة اليابان شر هزيمة
ولكن نظرة متأمله الى استسلام القوات اليابانية بغض النظر عن اعتبارات الحرب واهدافها ونتائجها يمكننا أن نلمح بوضوح شديد
أن خيار الاستسلام كان هو الحل الاوحد
خيار الاستسلام كان هو الخيار الاسلم
بالرغم من انه لم يكن ابداً بالقرار الاسهل
لم يكن من السهل أبداً على الامبراطور هيروهيتو أن يقبل تلك المهانة لم يكن من السهل عليه وهو الكائن المنحدر من نسل الالهه - من وجهه نظر شعبه - أن يراه شعبه على تلك الصورة من الذل
لم يكن سهلاً أن تكون أول مرة يسمع فيها الشعب الياباني صوت امبراطوره تكون لحظة اعلانه الاستسلام لالد اعداء الشعب الياباني
وأنا شخصياً التمس العذر له لانه تأخر قليلا حتى قامت الولايات المتحدة بالقاء القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي وكان الاحرى به الاستسلام بعد القنبلة الاولى
تحية الى ذلك الرجل الشجاع الذي أدرك قيمة الاستسلام ولم تأخذه العزة والكبر على حساب ارواح الابرياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسألونني لماذا أكتب هذا؟
وما علاقة الاستسلام والامبراطور الياباني والحرب العالمية الثانية بما نحن فيه؟
الحقيقة أنني أكتب ما كتبت لعدة أسباب
السبب الاول: أن التاريخ موجود بين أيدينا لنتعلم منه ونرى تجارب الاخرين ونحكم عليها حتى اذا ما مررنا بالتجربة كان لدينا خطة موضوعة مسبقاً على كيفية مواجهة تلك التجربة وطرق هذه المواجهة والنتائج التي تؤدي اليها كل طريقة
السبب الثاني: أنني للامانة أردت الاعتذار عن قصور فكري في لحظة ما عندما وصفت الامبراطور الياباني بالجبان الذي يخاف على عرشه أكثر من خوفه على مجد اليابان وكرامته وأنه كان قد قدر لليابان الهزيمة على ايدي القوات الامريكية فليحصلوا على غنائم تلك الحرب من فوق جثته هكذا كنت افكر وهكذا كنت عبيطاً وانا اتناسى أن من وراء هذا الملك نساءً واطفالاً وشيوخاً سوف يموتون حرقاً بأبشع قنبله عرفها التاريخ ينبغي أن أعتذر لأنني تعلمت أن من وراء كل قائد جنوداً وارواحاً هذا الجندي الذي ترك زوجته وأطفاله وذاك الذي ترك أمه المريضه وأبيه العاجز ينبغي أن أفكر بكل هؤلاء قبل أن أفكر بأي معنى من معاني الشجاعة الزائفة أو حتى الحقيقية
.
السبب الثالث : أن أقول أن الاستسلام ضرورة حتمية لا مفر منها لأي قائد أو مسئول متى توافر لديه القناعة التامة بأن أنتصار عدوه قد أصبح قدراً محتوماً وبأن الاستمرار في القتال قد أضحى أمراً لا جدوى من وراءه وأن أرجاء الاستسلام لن ينتج عنه الا مزيداً من الخسائر بدون أي مبرر منطقي خاصة واذا كانت تلك الخسائر تمس بشكل أو بآخر أشخاص كان السبب الرئيسي لخوض المعركة هم الانتصار لكرامتهم وتوفير سبل السعادة والراحة لهم ومحاوله جعل حياتهم أفضل إن لم تكن الافضل
.
السبب الاخير : أنني أكتشفت أنه عندما ترتفع الراية البيضاء عالياً معلنة الاستسلام المشروط أو غير المشروط فأن هناك راية سوداء أخرى ترتفع عالياً داخل النفس معلنة حالة الحداد العام على خسارة حرب ربما كان من المقدر لها أن تغير وجه التاريخ
.
....................
على الهامش
...................
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
اذا ما كنت ذا قلب قنوع ....فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..فلا ارض تقيه ولا سماء
وارض الله واسعة ولكن اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حين ..فما يغنى عن الموت الدواء









الجمعة، نوفمبر 24، 2006

ليلة في وكر اجزوتك

زيارة سريعة للقاهرة استغرقت اقل من اربع وعشرون ساعة
انجزت فيها من العمل ما يستغرق اسبوعاً على الاقل
حضرت اجتماعين بالمقر الرئيسي للشركة
وقمت بتسليم ملفات ومحاضر خاصة بالعمل
وذهبت في زيارة سريعة الى نقابة المحامين العامة
ومحكمة النقض
واشتريت كالعادة بعض كتب القانون والتي اعرف انني لن أجد الوقت لقراءتها
ثم عرجت على المتحف المصري والذي مضى اكثر من عامين على اخر زيارة له
ذهبت الى معرض بورسعيد ابيض واسود بمكتبة مبارك العامة
لاعداد اللمسات الاخيرة قبل الافتتاح
وتم الافتتاح بنجاح كبير
والتقيت فيه بشخصيات عزيزة
واخرى غير عزيزة
واخرون لاول مرة مثل الاستاذ جورج اسحاق المؤسس والمنسق العام لحركة كفاية
وانتهى الافتتاح
وذهب الاصدقاء لحضور حفل سلمى بقاعة الحكمة بساقية الصاوي
وذهبنا نحن الى وكر اجزوتك ماتر
حيث تتكثف الافكار على زجاج الاحساس بالاشعة الكونية
شاهدنا ماتش الاهلي
كالعادة اربعة صفر وكالعادة هو ابو تريكة صانع النصر
شربنا شيئاً غريبا لا اعرف حتى الان مكوناته
وذهبنا الى الحسين للتسوق
رفضت كل دعوات المبيت التي تلقيتها
بالرغم من احتياجي الشديد الى التواجد خارج البيت باستمرار
وعدت الى البيت لانام
بعد ان اتخذت قراراً بأنني لن اعود ابداً



الجمعة، نوفمبر 17، 2006

رجال من الزهرة


مرحباً بلحظات الصمت الجميلة
مرحباً بكل الهواتف الصامتة الى حين
مرحباً بالتليفزيون عندما يكون مغلقاً
مرحباً بكل قطعة في طقم الصيني
عندما تأكل انت فيه لا الضيوفً
مرحباً بالدفء اسفل بطانية جديدة
مرحباً بالمنزل
فقط
عندما لا يوجد فيه أحد




افتكاسة جديدة لستورم
ولكن هذه المرة في الطبيخ
اخترعت طبق جامد
والاهم من كدة
أكلته لوحدي




مرحباً بكل رجال العالم الآتون من المريخ
ومن الزهره ايضاً





السبت، نوفمبر 11، 2006

عملوها الوحوش ... ومن تونس كمان



مش عارف اقول ايه بصراحة

أجمل ماتش شوفته من سنتين تلاتة

ماتش يليق بنهائي افريقيا فعلا

برغم كل شيء

وبرغم كل الرسائل التي ظلت تأتيني طوال المباراه

كنت اعرف أن النصر آتي عما قريب

شيء ما داخلي كان يؤكد لي ان النصر قادم

آيه واحدة ظللت ارددها امام اصدقائي

حتى يقول الرسول والذين أمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب

مبروك لمصر

الجمعة، نوفمبر 10، 2006

عندما أكسر القلم


عندما أكسر القلم
لاني اريد بعض الراحة
اعود وابحث عما يمكنني ان اصلح به قلمي
ولو لبعض الوقت
لانني اكتشفت أن آليه التنفس عندي ومعها دورتي الدموية
مرتبطة ارتباطاً لا يقبل التجزئة
بهذا القلم

الاثنين، نوفمبر 06، 2006

بورسعيد مش بتحبك يا أهلي

بورسعيد مش بتحبك يا أهلي
عبارة تحدث عنها القاصي والداني في ربوع مصر المحروسة
بعد أن عبر قله من مشجعي النادي المصري عن عدم حبهم للنادي الاهلي عن طريق لافتة نقلتها كافة وسائل الاعلام المرئية وتحدثت عنها وسائل الاعلام المسموعة
لست أكتب هنا لكي اؤيد أو أعارض تلك الافتة
ولكني أحببت أن أثبت وجهه نظري التي اتحدث عنها دائما
وتتلخص في أن شعب بورسعيد شعب مثير للجدل دائما
دائما ما تأتي ردود افعاله مباغتة للجميع
شعب عاطفي أكثر منه عقلاني
يثور لاتفه الاسباب
ويبتسم من أقل شيء
شعب أثرت الحروب المتوالية في تركيبته النفسية
وتركيبته الانثروبيولوجية
وتركيبته الجغرافية
فصار هجيناً من انماط بشرية متعدده
تظن أنك قد سيطرت عليه وفهمته
ثم تكتشف انه يتعين عليك البدء من جديد
باختصار
شعب بورسعيد
شعب مختلف عن بقية شعوب الارض

وسيبقى كذلك الى ان تقوم الساعة

الأحد، نوفمبر 05، 2006

بسرعة بسرعة

للاسف الوقت اصبح لا يكفي حتى للتدوين
ولكن تبقى الرغبة في التفاعل مع الانماط المختلفة في التفكير
رغبة ملحة جدا لا استطيع مقاومتها بسهولة
والحمد لله اننا خلصنا من موضوع الدفاع والهجوم وخط النص
وقد اقتنع من اقتنع واستهجن من استهجن
وتبقى الايام هي وحدها من يملك القول الفصل
المهم متنسوش ساعته
ا حاجة مهمة جداً
تقرولي الفاتحة
.......
بالنسبة لما حدث في وسط البلد اول وثاني ايام العيد
فربنا يستر على ولايانا
لانه واضح ان المنحنى اصبح ينحدر بسرعة أكبر من المتوقع بكثير
مش عايز اقول عياب الوعي الديني او التسيب الامني او اختلال التربية
لان اللي حصل مش تصرف بني ادمين اساساً
........
بالنسبة للشخص الذي يكاد يقسم انه يعرف من هي حبيبتي
والشخص الذي يقول ان حبيبتي من الاسكندرية
فانا اقول لهم ان حبيبتي التي اتحدث عنها
لا أعرف اسمها ولا شكلها
أو طولها أو وزنها
ولا أين تسكن وماذا تحب
ومع ذلك فانا اعرفها جيدا وعندما اراها سوف اعرف انها هي
مخطىء تماماً من يظن انني ابحث عن عروسة
انا ابحث عنها
عنها هي بالتحديد
وعندما التقيها
ستجدوا موعد الزفاف على صفحات تلك المدونة
فلا تشغلوا انفسكم بها لانني لم اقابلها بعد
........
أما عن اسؤا ما حدث لي خلال الايام الماضية فهو نزول اغنية العنب
فاسؤا شيء ان تسكن في الدور الاول على شارع تمر به جميع سيارات الحي
والجميع متفقون على أن يكون المطرب المفضل لديهم هو صاحب الملحمة الوطنية
العنب العنب
ولكم ان تتخيلوا المعاناه وانا احاول سرقة بعض اللحظات العزيزة
من النوم بين مرور هذه السيارة وتلك التي تليها
..................
على الهامش
..................
سيذكرني قومي اذا جد جدهم
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر