أعجبهم كثيراً حديثي عن الاستسلام
وأعجبهم أكثر ذلك الربط الفلسفي الا منطقي والغير شعوري الذي يربط ما بين التاريخ وقانون الحرب من ناحية
وما يمر بنفسي من تقلبات ومشاعر من ناحية أخرى
لكن شيئا ما في أعجابهم لم يكن يفرق بين الهدنة والاستسلام
ولذلك كان حديثي اليوم عن الهدنة
والهدنة من الاتفاقات الدولية
وموضوعها وقف عمليات القتال كلها أو بعضها لمدة محددة أو غير محددة
مع بقاء حالة الحرب قائمة وآثارها مستمرة الى حين ابرام تصرف قانوني آخر من شأنه أن ينهي حالة الحرب وما يترتب عليها من آثار
ومن الجدير بالذكر أيضاً في هذا الصدد أنه لا مجال للخلط بين الهدنة وبين ما يعرف بوقف اطلاق النار
حيث أن هذا الاخير هو اتفاق مؤقت بطبيعته ولمدة بالغة القصر
ويكون من أجل دفن الموتى وعلاج الجرحى أو للتفاوض على هدنة
ومن كل ما سبق ينضح لنا بجلاء
أنه اذا كان جوهر الهدنة هو وقف عمليات القتال بصفة مؤقتة مع أمكانية العودة الية
فإن جوهر الاستسلام هو ترك القتال نهائياً والالتزام بعدم العودة اليه
ويبقى أن أشير في النهاية الى أن وقف أطلاق النار والهدنة والاستسلام ليس من شأنهم أنهاء حالة الحرب
فحالة الحرب لا تنتهي في القانون الدولي الا باتفاقيات السلام
في هذه اللحظة فقط تنتهي الحرب
ويبدأ تطبيق قانون السلام كأثر أول لانتهاء حالة الحرب
وعلى ذلك عندما ذكرت أن الاستسلام هو الحل فقد كنت أقصد ذلك بكل تأكيد
مفضلاً اياه كعادتي عن النصر الملطخ بالوحل
لكنه كان استسلاماً للعدو وليس استسلاماً للنفس
أما النفس
فقد أوقفت عمليات القتال معها بصفة مؤقته
فقط للتفاوض واعادة تسليح الجيش
......................
على الهامش
..................
فحبيبة قلبك يا ولدي نائمة في قصر مرصود
من يدخل حجرتها
من يطلب يدها
من يدنو من سور حديقتها
من حاول فك ضفائرها
من حاول فك ضفائرها
يا ولدي
مفقود .. مفقود ... مفقود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق