السبت، نوفمبر 15، 2008

أنا كئيب

في إحدى المناقشات التي تدور عادة وأحياناً ودائماً بيني وبين زوجتي والتي لا يشك البعض أبداً حين يعلم فحواها أننا بالتأكيد اثنين من المجانين وأن أطفالنا لابد وأن يتم وضعهم في إحدى المصحات العقلية فور ولادتهم بدلاً من وضعهم في حضانات تؤمن لهم بعض الدفء والهواء النقي والغذاء الآمن في عالم يفتقد كل هذه المقومات اللازمة للحياه
وفي احدى تلك المناقشات التي تتناول ماهية الشروق باعتباره رمزاً للحياه والأمل والبشرى والرجاء وكيف أنها تمثل ذلك النموذج المجسد لكل تلك الآمال التي يبعث بها الشروق على الأرض من بدء الخليقة وحتى يوم القيامة
ورغم أني في البداية كدت أنساق وراء شهوتي الطبيعية في حب وتفضيل كل ما هو رمزاً للحياه والأمل والبشرىمتمثلاً في الشروق شأني في ذلك شأن كل أعضاء المجتمع البشري إلا أنني ما لبثت أن ضبطت نفسي متلبساً وأنا في حالة هيام مع الغروب بكل ما يلقيه في نفسي ونفس الجميع من كآبة وحزن وانقباض
إنني أحب الغروب ،هذه حقيقة لا شك فيها
وحبي للكآبة مثل حب الزوج لزوجته الذي ينشأ نتيجة طول المعاشرة بالرغم من أنه لم يراها إلا في صالون بيتهم عندما تقدم لخطبتها أول مرة
ويبدو أن ما كان يقوله أجدادنا عن زواج الصالونات حتى أوائل القرن العشرين صحيح بدون شك على اعتبار أنه هو الزواج الذي يدوم على مر الزمان دون غيره من زواج الحب الذي ينتهي بعد مجيء المولود الثاني على أقصى تقدير
والحقيقة أن زواجي بالكآبة كان زواج صالونات مثالياً توفرت له كل عوامل الاقتران الناجح والمعاشرة بالمعروف وتجلت فيه كل معاني المودة والرحمة في ظل اندحار الحلم، وانتحار الأمل، وانحسار الأماني، وانحصار الرغبة، وازدهار اليأس، وانكسار الرجاء ، وانشطار العزم ،وانفطار القلب، وافتقار الصبر وانهمار.... ولا حول ولا قوة إلا بالله