الأربعاء، فبراير 28، 2007

ثلاثون طريقة لتعذيب .. النفس


يوم عمل أقل ما يوصف به بأنه شاق جداً
صداع قاتل والدنيا تكاد تكون حمراء من فرط احمرار عيني
صوت الموبايل أصبح مادة شديدة الازعاج لجهازي الهضمي أقصد العصبي
يوم طويل جداً لم أكن لأصدق أنه سينتهي
وأخيراً عدت الى البيت
وكان التصرف الطبيعي الذي سيقدم عليه أي شخص عاقل هو الخلود الى النوم بدون تردد
ولكن لأنني لست أبداً من هواه التصرفات الطبيعيه
ولأنني لست بالشخص الذي يمكن وصفه بأنه عاقل بأي حال من الاحوال
ولأنني أزعم أنني أدرس التنمية البشرية لأطبقها وقد تتلمذت على يد أفضل مدربي التنمية البشرية في بورسعيد وهما الاستاذتين روزاليا ودهب

ولأنني كنت أتوق الى ذلك الشعوووووووووور الجمييييييييييييييل الذي تحدث عنه واحد صاحبنا يوماً ما
ولأنني فوق كل ذلك من الاشخاص التي يمكن وصفها بالذكاء والنبوغ والعبقرية والشجاعة والمروءة والاقدام والتفاني والايثار و .... التواضع
فقد قررت أن أجعل من تلك الأمسية الكئيبة المغلفة بشتى أنواع الظلال السوداء أمسية جميلة وأن احيطها بشتى أنواع البهجة والمرح والمتعة
وأن أقتل كل الرسائل السلبيه التي تهاجمني مصحوبه بقوات خاصة متمثلة في أربع ناموسات وذبابتين من أغتت ما يمكن
المهم
ها هي الظلال السوداء بدأت في الانقشاع تدريجياً وبدأ الشفق أمامي يتلون بتلك الخيوط الرمادية المشوبة بحمرة داكنه
وبدأت البحث عن مصادر السعادة التي يمكنني أن أجلبها لنفسي ولم أجد طبعاً أفضل من أعداد وليمة على غرار تلك الولائم التي كان يقيمها لويس الخامس عشر لنفسه وطبعا وأنا في هذا الموقف لست بأقل منه
وفي غضون نصف ساعة كانت أمامي الوليمة المنشودة وهي تتكون من طبق بيض مقلي وطبق بطاطس فارم فريتس عليها نصف زجاجة كاتشب وطبق به هامبورجر وبطاطس بانيه
يسلام على الروائح الكريمة
استاذة ورئيسة قسم من قالت أن الطريق الى قلب الرجل هو قفاه أقصد معدته

فاضل بقى أشغل فيلم وأطفي النور وليبدأ الاستمتاع

ولأنني من الاشخاص الذين فقدوا ذلك الشيء المسمى بالاحساس أثناء عودتهم من المدرسة

فقد آثرت أختيار فيلم رعب ربما ينجح في أثارة فضولي أو أثارة دهشتي أو أثارة أي شيء والسلام

وأنطفاً النور وبدأ الفيلم الذي لا أذكر أسمه ولا أحب

ومن ناحية أخرى بدأت المعركة الكبرى لنسف مائدة الطعام الممتلئة عن آخرها

وتمر الدقائق

والفيلم سيء للغاية على كافة المستويات

فلا هو فيلم جماهيري حتى يكون أسمه قد مر عليك ولو صدفة

ولا الصناعة الفنية له محكمة

والسيناريو يكاد يكون أغلبه ملفق وغير منطقي

والمخرج كان واضحاً أنه منشغلاً بأخراج فيلم آخر

ولا أكاد أرى سوى وحوش وأشلاء بشرية ودماء في كل مكان

والشيء الوحيد الذي لفت نظري في هذا الفيلم أنه بأكمله تم تصويره في الظلام وكأن الكهرباء أيضاً كانت مقطوعة عن الفيلم وليس السيناريو و الحبكة الدرامية فقط

أيضاً لفت نظري أيضاً غياب البطل طوال أحداث الفيلم وكأنه كان يجامل المخرج والسينارست

باختصار

الفيلم كان لا يصلح للعرض سواء للنقاد أو للجمهور أو حتى للمشاركين فيه

ومع أنتهاء أحداث الفيلم والحمد لله أنتهت المعركة الأخرى بسحق الوليمة عن آخرها والحمد لله أيضاً

وحان وقت الذهاب الى النوم

وكعادتي لا أستطيع النوم دون ممارسة طقوس القراءة حتى الموت

أقصد حتى النوم

وأمتدت يدي الى المكتبة لتصطدم بكتاب رائع كالفيلم تماماً

هذا الكتاب أسمه ثلاثون طريقة أبتكرها صدام للتعذيب
وهو كتاب بلا أي معنى أو مضمون وأحداثة لا تقل روعة عن الفيلم

وبدأت في قراءة الكتاب حتى أنتهت صفحاته ومعها ذلك الجزء المتبقي من الطاقة المتبقية عندي لأظل محتفظاً بالوعي

وخلدت سريعاً الى النوم

وكانت المأساه التي لم أكن أتوقع حدوثها حيث وصل معدل الكواببيس التي كنت أراها الى حوالي ثلاثون كابوساً في الساعة الواحدة

مزج فيها احداث اليوم الشاقة بالفيلم الرائع والكتاب الأروع وساهم في ذلك المزيج الرائع حوالي نصف طن من الدهون المشبعة وغير المشبعة التي تناولتها قبل النوم بأقل من ساعتين

وأستيقظت في اليوم التالي وقد أصاب رأسي من الصداع أضعاف اليوم السابق وأصاب عيني من الاحمرار - من الحمره وليس الحمورية - أضعاف اليوم السابق وبدوت كأنني لم أنم منذ عدة أشهر .. كثيرة

وذهبت الى العمل وأنا ألعن تلك الفكرة العبقرية التي حرمتني من النوم وألعن تلك الرسائل الايجابيه التي أكتشفت أنها ساعدتني دون أن أدري على كتابة أروع كتاب يمكنني تأليفه بعد هذه الأمسيه الشاعرية

وهو كتاب

ثلاثون طريقة أبتكرها ستورم لتعذيب .. نفسه

الثلاثاء، فبراير 20، 2007

مواقف وطرائف


هل تعرف ستورم؟
طبعا أعرفه عز المعرفة
قرأت مدونته ؟
لا ليس بعد
يبقى متعرفوش
حالة تعجب
..................
على فكرة أنا معجبة بشخصيتك جداً؟
وأنا كمان
اية دة ؟ انت كمان معجب بيا ؟
لأ طبعاً .. أنا كمان معجب بشخصيتي
حالة صرع
..................
أنت قاعد في الكرسي رقم كام ؟
رقم 249
الحمد لله انه مش 113 ولا 213 ولا 313
لا متقلقش أنا قاعد في الصف ال 13
حالة أغماء
.................

هل تعتقد أن الله راضٍِ عنك ؟
صراحةً لا أدري لكنني أعرف ما هو أكثر أهمية
وما هو ؟
أنني راضِ عنه
حالة استنكار


الجمعة، فبراير 16، 2007

لهذا حرمت منها يا ..... قيس


لفترة طويلة أفكر بعمق في قيس بن الملوح وأنا أسآئل نفسي في حيرة

لماذا لم يتزوج قيس بليلى العامرية ؟

لماذا فرق بينهم على هذا النحو برغم حبه الشديد لها وحبها الشديد له ؟

ولم أجد اجابة في كل الكتب سوى أن أمها - أقصد أبوها - قد عرف باشعاره فيها فحرم عليه رؤيتها أو حتى مجرد اقترابه من بيتها

وكل ذلك خوفاً من أن يلحقه العار من جراء شعر قيس في ابنته ليلى

والحقيقة أن فعلة قيس لم تكن بدعة ولم يكن قيس بدعاً في البشر ولم يكن أول من يقول شعراً في حبيبته فلماذا اذن كان أبيها بهذا الغباء والتعنت حتى يرفض زواجهما بالرغم من حبه الشديد جداً لقيس والذي جعله أكثر من بكى على قيس بعد وفاته وتمنيه لو أنه وافق على هذا الزواج قبل أن يرى بن اخيه ميتاً

لقد كان عنتره العبسي الجاهلي يقول في عبلة أكثر من ذلك

كان عنترة يتغنى بحب عبلة وهو في أكثر المعارك ضراوة وشراسة

ولم يكن أبو عبلة يحب عنترة أبداً


ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ
ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي
وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ
كما ينْمو مشيبي في شَبابي
عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى
فَني وأَْبيكِ عُمْري في العِتابِ

ومع ذلك تزوج عنترة من عبلة ولم يعترض أحد

وليس عنترة فقط

لقد كان هناك قيس بن ذريح وجميل بثينة وكثير عزة وغيرهم كثير

لماذا اذن توقفت عند قيس ؟

ولماذا رفضه أبوها على هذا النحو المهين ؟

لماذا عمي بصره وبصيرته الى هذا الحد وكتب على ابنته وابن أخيه الشقاء الى الابد ؟

سؤال ظل يشغل رأسي ويؤرق علي مضجعي طوال أيام كثيرة لا أعرف عددها

قرأت كل كتب التاريخ التي تتحدث في هذا الأمر

واسترجعت كل كلمة وكل حرف وكل مكالمة تليفونية وكل فكرة وكل حلم وكل موقف وكل ضحكة وكل بسمة وكل تنهيده

قرأت كل أبيات الشعر التي كتبها قيس

ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيباً ولم يَطْرَبْ إلَيْكَ حَبيبُ

وقرأت كل أبيات الشعر التي كتبتها ليلى

كلانا مظهر للناس بغضا

وكل عند صاحبه مكين

تخبرنا العيون بما اردنا

وفي القلبين هوى دفين

وكانت تقول


وتظهر جفوة من غير حقد

وحبك في فؤادي ما يبين

فطب نفسا بذلك وقر عينا

فإن هواك في قلبي مصون



وتوصلت الى حقيقة هامة مفادها


أن الله قد فرق بين قيس وليلى من أجل أن يعيش كل منهما حياته فيما هو مكلف لأجله

لأن كلا منهما كان يشغل الآخر عن عباده لله الواحد الأحد

لأن كل منهما كان يحب الآخر أكثر من نفسه ومن أي شيء

و لا ينبغي لأحد أن يحب كل هذا الحب

لا ينبغي أبداً لأحد أن يتخذ ممن يحب مرجعية أساسية لكل أفعاله وردود أفعاله

وتجلى هذا واضحاً جداً في حجته الأخيره عندما أخذه أبوه ووضعه أمام الكعبة عله يدعو الله بأن يشفيه من حبه لليلى
عندئذ تعلق قيس بأستار الكعبة وقال
اللهم زدني لليلى حباً .. وبها كلفاً .. ولا تنسني ذكرها أبداً
ونظم قصيدة كان آخر بيت فيها
يارب لا تحرمني حبها أبداً
ويرحم الله عبداً قال آمينا


فأمن كل الحجاج على دعائه فظل على حبها حتى مات


الحقيقة أن قيس كان يصلي ولكنه كان يخشع أكثر حتى يستجيب الله دعائه بأن يجمعه بليلى

فخشوعه كان لله من أجل ليلى وينبغي أن يكون خشوعه لله من أجل الله

قيس كان لا يفعل المعاصي ليس فقط لأجل خشيته من الله

ولكن أيضاً حتى يكون جديراً بحب ليليى

فتجنبه للمعاصي كان خوفاً من غضب الله لأن في غضب الله حرمانه ممن يحب

قيس كان يدعو ويستغفر ليس فقط من أجل ايمانه بآية تقول وما كان الله معذبهم وهو يستغفرون

وأنما أيضاً لأنه كان يؤمن بأن الاستغفار يعجل من اجابة الدعاء

فكان يستغفر الله حتى يستجيب دعاءه ويجمعه مع ليلى

لقد حرم قيس من ليلى لأنه كان يضعها في منزلة أسمى من البشر

لقد حرم قيس من ليلى لانه لم يكن يرى الا ليلى وما حكمت

ولم يكن يعرف سوى عينيها وما سكنت

ولم يكن يفهم سوى أنها الدنيا وما جمعت

والارض وما وسعت

والسماء وما رحبت

ليلى لم تكن وسيلة كما ينبغي أن تكون

كانت ليلى بمثابة الغاية الأسمى لقيس وما كان ينبغي لها أن تكون

لقد حرم قيس من ليلى لأنه منحها أكثر من نصيبها المفروض من الحب

لقد حرم قيس من ليلى لأنه استعجل شيء قبل أوانه فعوقب بحرمانه الى الابد

وناديت يارحمن أول سؤلتي

لنفسي ليلي ثم أنت حسيبها

فان أعط ليلي في حياتي لم يتب

الي الله عبد توبة لا أتوبها


ولأن الله تعالى لم يكن ليكلم أحداً من البشر الا وحيا

فقد كانت رسالته الى قيس هي حرمانه من ليلى الى الابد

يا قيس خلقت ليلى من أجلك و خلقتك من أجلي

فلا تشتغل بما هو لك عمن أنت له

لكن المثير للشفقة قبل الحزن

أن قيس لم يعرف تلك الحقائق الا بعد أن مات بألف وثلثمائة وثمانون عاماً

ولو أنه قد فهم الرسالة الربانية في وقتها

لأختلف الامر كثيراً

كثيراً جداً



الثلاثاء، فبراير 13، 2007

ساحة حرب بين عقل وقلب

أصبحت عبارة عن ساحة قتال لا يعلم الا الله وحده ماذا ستئول اليه ؟
اليوم أنتهت حالة اللا سلم واللا حرب بين عقلي وقلبي
اليوم ينتهي شهر العسل المصطنع بين عدوين كل منهما يحمل درجة صديق مع مرتبة الشرف الاولى
قلبي ....و .... عقلي
اليوم ضبطت عقلي متلبساً بخيانة الميثاق الذي ابرمته بينهما مسبقاً
وكان ذلك الميثاق مفاده الا يفعل القلب ما يؤذي العقل
والا يفعل العقل ما يؤذي القلب
وظل كل منهما على عهده المزعوم
وكلاهما يتحين الفرصة للتنصل من كل العهود
وكلاهما يبتسم في وجه الاخر وخلف ظهره تكون يده الآثمة والتي تمسك سكيناً تقطر منه الدماء
حاولت بقدر المستطاع التوفيق بين رغباتهما
وحاولت قدر أمكاني ابعاد كل منهما عن كل ما يصيبهما بالالم
وحاولت التوسط بينهما لابرام معاهده سلام بنودها تتحدث عن كل شيء الا السلام
حاولت انقاذ نفسي من ويلات حرب لن يعرف فيها أحد طعم الفوز
قلبي الذي يجد راحته في الهدوء والسكينه والراحة وعدم التفكير في أي شيء مهما كان مهماً أو تافهاً والنوم المستمر والبحث عن وطن يطلب اليه حق اللجوء العاطفي والبعد عن كل ما يؤرق عليه مضجعه ويسد عليه شرايينه
وعقلي الذي يجد راحته ومتعته في السفر والتأمل والمعرفة والبحث عن الذات والتفاعل مع كل الايدولوجيات والمذاهب والوصول الى الحقائق المتوارية خلف ظلال الظلمه وأقتحام جميع النقط الحصينة والاسوار المكهربه والجسور العالية ومخالطة جميع صنوف البشر
كل منهما يجد راحته في شقاء الآخر
وكل منهما يجد شقاؤه في راحة الآخر
وكأننا أمام معادله كيميائية في غاية البساطة والتعقيد
حمض + قلوي = ملح + ماء
عقل + راحة = قلب + شقاء
أعتقد أن أجزوتك ماتر سوف يهدر دمي بعد قراءة المعادلة الاخيرة
اليوم قرر عقلي قلب كل موازين الاتفاق ووجدته على غفله قد جرني وقلبي الى أسفار طويله بعضها بلا أي داعي
أصبحت طرق السفر أمامي بلا نهاية
وأصبح قلبي أمام أمر واقع لن يملك أمامه سوى الطاعة والخضوع
وأنا بدوري أقف في مقاعد المتفرجين وأنا أعلم علم اليقين أن وجودي خلف الكواليس لا يعفيني أبداً من مسئوليتي عن تلك الدماء المهدرة
ولا ينفي علمي يقيناً بأن أحد هذه الاسفار الممتدة وتلك الطرق الطويلة
سيكون حتماً أتجاه واحد
بلا عودة
أبداً

الاربعاء الموافق 14/2/2007
السفر الى القاهرة الساعة السادسة صباحاً لتسليم بعض التقارير السرية التي كان يمكنني أرسالها في البوسطه مختومة بالشمع الأحمر وخلاص لكن تقول أية بقى الامعان في السرية مطلوب تقولشي تقارير عن برنامج ايران النووي
الخميس الموافق 15/2/2007
السفر الى الاسماعيلية لمتابعة دورة تدريبية بصفتي المسئول عن التدريب في الشركة قال يعني لو مرحتش برنامج الدورة هيبوظ زي برنامج عالم الحيوان
يسلام على المسئولية
الجمعة الموافق 16/2/2007
حضور الاجتماع الخاص بمهرجان التنمية البشرية مع السادة المشاركين وكأننا بصدد التمهيد لتوقيع خريطة الطريق
السبت الموافق 17/2/2007
السفر الى القاهرة لحضور مهرجان التنمية البشرية من الساعة العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساءً ودة يمكن أول حاجة مفيدة الواحد يعملها
من الاحد 18/2/2007 وحتى الخميس الموافق 22/2/2007
حضور دورة تدريبية في مجال التأمين الاجتماعي في معهد التريب بمدينة نصر من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الرابعة مساءً والدورة دي زي الجواز بالظبط شر لابد منه مع أن فيه ناس مستعده تموت وتطلعها مش عارف على اية
الثلاثاء الموافق 20/2/2007 وحتى السبت 24/2/2007
حضور دورة تدريبية في تغيير العقل وحفظ القرآن بمسجد رابعة العدوية بالقاهرة من الساعة السادسة مساءً وحتى التاسعة مساءً ودي بقى بالذات يا صابت .... يا أتنين عور

الجمعة، فبراير 09، 2007

الفلانتين داي



يقترب عيد الحب رويداً رويداً
وكما هي العادة كل عام
تستيقظ يوم 14/2 لتجد العالم كله وقد اصطبغ باللون الاحمر الفاقع وكأنك قد سقطت فجأة في قفص طماطم


أو لعلك كنت جزءاً من لوحة الوزير الفنان فاروق حسني
والتي فازت في معرضه الاخير الذي حضره كبار رجال الدولة
وكانت تحمل أسم حين يناديني الاحمر والتي رسمها بعد عودته من اعتكافه
ليبدع من جديد و ليخرج ما بداخله من انكسارات فيغزلها طيفاً من سبات الزيزفون المعطر برذاذ قرمزي يتجول بين تباريح العقيق المنتشي بعطر بنات الشرانق المسحورة فكانت هذه الدرة الفريدة حين يناديني الأحمر

وبعيداً عن الوزير الفنان ولوحاته الاحمرية

ترجع قصة الاحتفال بعيد الحب إلى الرومان الوثنيين قبل ما يزيد عن سبعة عشر قرنًا

حيث كانوا يحتفلون به تعبيرًا عن الحب الإلهي

إلا أنهم عندما اعتنقوا النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره

لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه باسم "شهداء الحب"، ممثلاً في القديسفالانتين" الذي كان يدعو إلى الحب والسلام ومات في سبيل ذلك

إثر تعذيب القائد "كلوديوس" له حوالي عام 296 وفق التفسير الغربي

وبسبب هذا الحدث العالمي العظيم جداً نجد كل وسائل الاعلام وقد جعلت اللون الاحمر هو اللون الرئيسي لكل ديكورات البرامج والمسلسلات وحتى نشرات الاخبار
وتتنافس كل مذيعات الوطن العربي على رواية قصة القديس فالنتين الذي استشهد في سبيل قصة حب يؤمن بها
وتذرف انهاراً من الدموع على القديس فالنتين وأم القديس فالنتين وبنت خال مرات عم القديس فالنتين
وننسى الموضوع الاصلي

وننسى كلمة الحب التي فقدت معناها وأضحت بلا هوية
ونتناسى ابسط مبادىء الحب التي أفرغت تماماً من مضمونها وصارت تختصر في دبدوب كبير يمسك بقلب أحمر اللون
الغريب أن عيد الحب يأتي هذا العام وأنا أرى العالم كله باللون الأحمر
ثم أجد يداي أيضاً قد اصطبغتا باللون الاحمر
أما مصدر هذا اللون فهو أحد أوردتي الرئوية الاربعة والذي وجدته في يدي بطريق المصادفة

علماً بأنني قد عشت مخدوعاً لاعوام طويلة كنت أظن أن عروقي تجري فيها دماء زرقاء

الثلاثاء، فبراير 06، 2007

ولاد خالتي

خالد وحورية أو حورية وخالد
شخصيات كرتونية لا توجد الا في مسلسل أليس في بلاد العجائب
أما اذا تحدثت عن خالد قليلا
فأقل ما يقال عنه أنه أعجوبة هذا العصر
اسكندراني ابن اسكندراني
ومن بحري
بالرغم من انه ولد في بورسعيد
ولد في الشهر السادس غير مكتمل النمو
وزعم كل الاطباء أنه لن يعيش سوى ساعات أو ايام على اقصى تقدير
وظل في الحضانة قرابة شهرين حتى اكتمل نموة تماماً
كنا نطلق عليه وهو صغير اسم " المشروع " على اعتبار انه كان مشروع طفل وفشل
ولكن سبحان من يحيي العظام وهي رميم
كانت والدته تعطي له ببرونة أطول منه ببضع كيلو مترات أقصد سنتيمترات كنا نطلق عليها أنبوبة البوتجاز
لانها كانت تشبه انبوبة البوتجاز في ليس في الشكل فقط بل والحجم والوزن ايضاً
خالد الآن كابتن فريق الاشبال لنادي سموحة لكرة القدم تحت 11 سنة
وقد يحصل قريباً على لقب هداف الفريق لانه أحرز ثلاثة أهداف في المبارة الاخيرة
المشكلة ان الاهداف الثلاثة كانت في مرماه
يا ساتر يارب واضح اني هاكل ضرب لحد ما يبان لي صاحب
يشكل مع حورية اخته نموذج مصغر لتوم وجيري
كلمة أطفال تطلق عليهم من قبيل المجاملة
أو لعلها مجاز مرسل باعتبار ما كان ينبغي أن يكون
كنت أسمع قديماً عن طفل شقي وطفل غير شقي
فالشقاوة صفة يمكن أن يتصف بها الطفل
لكن تلك الحالة تختلف تماماً
فالشقاوة هنا هي التي تتصف احيانا بالطفولة
فالحياه عندهم كلها عبارة عن مجموعة من الشقاوات تم دمجها لتكون كيان بشري
هما باختصار أغرب طفلين ستقابلهم في حياتك
هذا اذا كان حظك سيئاً الى هذه الدرجة وكانت والدتك قد قامت بالدعاء عليك ساعة مغربية يوم الجمعة
أكتب هذه التدوينة بمناسبة زيارتهم الكريمة لنا في بورسعيد
وعن احتلالهم الكامل لكل شيء يصلح للاحتلال
ابتداءً من الكمبيوتر والمكتب والسراير واللحاف والبطاطين وحتى الملابس ايضاً
وعن كوني مستمر لليوم الرابع على التوالي في البحث عن مكان يصلح للنوم ولو لمجرد سويعات قليلة
أتذكر ما تكتبه روزاليا على الماسنجر
" أبحث عن وطن لجبيني "
فهذا هو عين ما أفعله حالياً ولكن بطريقة لم تدر يوماً ما في ذهن روزاليا أو ذهن نزار قباني نفسه
فأنا أبحث عن وطن ولو كان عرضه متر في متر لكي أضع رأسي عليه أو حتى فيه
ثم تفرج من عند ربنا
ويستيقظ شيتوس من النوم أخيراً بعد فاصل طويل من العزف المنفرد يقدر بأربعة أيام متواصلة
وأخيراً أنام ساعتين قبل الذهاب للعمل
وأعود من العمل لأجدهم قد سافروا الى الاسكندرية
وأفتقد شقاوتهم من جديد
وأحن الى تلك السنوات الاربع التي قضيتها معهم في الاسكندرية
وهم يكبرون أمامي عاماً بعد عام
وأدعو الله أن يديم علي تلك النقمة - أقصد النعمة - بوجودهم وشقاوتهم وصياحهم الا منقطع
فبالرغم من كل شيء
أحبهم جداً
ربما أكثر من أي شيء