يقترب عيد الحب رويداً رويداً
وكما هي العادة كل عام
تستيقظ يوم 14/2 لتجد العالم كله وقد اصطبغ باللون الاحمر الفاقع وكأنك قد سقطت فجأة في قفص طماطم
أو لعلك كنت جزءاً من لوحة الوزير الفنان فاروق حسني
والتي فازت في معرضه الاخير الذي حضره كبار رجال الدولة
وكانت تحمل أسم حين يناديني الاحمر والتي رسمها بعد عودته من اعتكافه
ليبدع من جديد و ليخرج ما بداخله من انكسارات فيغزلها طيفاً من سبات الزيزفون المعطر برذاذ قرمزي يتجول بين تباريح العقيق المنتشي بعطر بنات الشرانق المسحورة فكانت هذه الدرة الفريدة حين يناديني الأحمر
ترجع قصة الاحتفال بعيد الحب إلى الرومان الوثنيين قبل ما يزيد عن سبعة عشر قرنًا
حيث كانوا يحتفلون به تعبيرًا عن الحب الإلهي
إلا أنهم عندما اعتنقوا النصرانية أبقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره
لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه باسم "شهداء الحب"، ممثلاً في القديسفالانتين" الذي كان يدعو إلى الحب والسلام ومات في سبيل ذلك
إثر تعذيب القائد "كلوديوس" له حوالي عام 296 وفق التفسير الغربي
وبسبب هذا الحدث العالمي العظيم جداً نجد كل وسائل الاعلام وقد جعلت اللون الاحمر هو اللون الرئيسي لكل ديكورات البرامج والمسلسلات وحتى نشرات الاخبار
وتتنافس كل مذيعات الوطن العربي على رواية قصة القديس فالنتين الذي استشهد في سبيل قصة حب يؤمن بها
وتذرف انهاراً من الدموع على القديس فالنتين وأم القديس فالنتين وبنت خال مرات عم القديس فالنتين
وننسى الموضوع الاصلي
وننسى الموضوع الاصلي
وننسى كلمة الحب التي فقدت معناها وأضحت بلا هوية
ونتناسى ابسط مبادىء الحب التي أفرغت تماماً من مضمونها وصارت تختصر في دبدوب كبير يمسك بقلب أحمر اللون
الغريب أن عيد الحب يأتي هذا العام وأنا أرى العالم كله باللون الأحمر
ثم أجد يداي أيضاً قد اصطبغتا باللون الاحمر
أما مصدر هذا اللون فهو أحد أوردتي الرئوية الاربعة والذي وجدته في يدي بطريق المصادفة
علماً بأنني قد عشت مخدوعاً لاعوام طويلة كنت أظن أن عروقي تجري فيها دماء زرقاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق