الثلاثاء، فبراير 06، 2007

ولاد خالتي

خالد وحورية أو حورية وخالد
شخصيات كرتونية لا توجد الا في مسلسل أليس في بلاد العجائب
أما اذا تحدثت عن خالد قليلا
فأقل ما يقال عنه أنه أعجوبة هذا العصر
اسكندراني ابن اسكندراني
ومن بحري
بالرغم من انه ولد في بورسعيد
ولد في الشهر السادس غير مكتمل النمو
وزعم كل الاطباء أنه لن يعيش سوى ساعات أو ايام على اقصى تقدير
وظل في الحضانة قرابة شهرين حتى اكتمل نموة تماماً
كنا نطلق عليه وهو صغير اسم " المشروع " على اعتبار انه كان مشروع طفل وفشل
ولكن سبحان من يحيي العظام وهي رميم
كانت والدته تعطي له ببرونة أطول منه ببضع كيلو مترات أقصد سنتيمترات كنا نطلق عليها أنبوبة البوتجاز
لانها كانت تشبه انبوبة البوتجاز في ليس في الشكل فقط بل والحجم والوزن ايضاً
خالد الآن كابتن فريق الاشبال لنادي سموحة لكرة القدم تحت 11 سنة
وقد يحصل قريباً على لقب هداف الفريق لانه أحرز ثلاثة أهداف في المبارة الاخيرة
المشكلة ان الاهداف الثلاثة كانت في مرماه
يا ساتر يارب واضح اني هاكل ضرب لحد ما يبان لي صاحب
يشكل مع حورية اخته نموذج مصغر لتوم وجيري
كلمة أطفال تطلق عليهم من قبيل المجاملة
أو لعلها مجاز مرسل باعتبار ما كان ينبغي أن يكون
كنت أسمع قديماً عن طفل شقي وطفل غير شقي
فالشقاوة صفة يمكن أن يتصف بها الطفل
لكن تلك الحالة تختلف تماماً
فالشقاوة هنا هي التي تتصف احيانا بالطفولة
فالحياه عندهم كلها عبارة عن مجموعة من الشقاوات تم دمجها لتكون كيان بشري
هما باختصار أغرب طفلين ستقابلهم في حياتك
هذا اذا كان حظك سيئاً الى هذه الدرجة وكانت والدتك قد قامت بالدعاء عليك ساعة مغربية يوم الجمعة
أكتب هذه التدوينة بمناسبة زيارتهم الكريمة لنا في بورسعيد
وعن احتلالهم الكامل لكل شيء يصلح للاحتلال
ابتداءً من الكمبيوتر والمكتب والسراير واللحاف والبطاطين وحتى الملابس ايضاً
وعن كوني مستمر لليوم الرابع على التوالي في البحث عن مكان يصلح للنوم ولو لمجرد سويعات قليلة
أتذكر ما تكتبه روزاليا على الماسنجر
" أبحث عن وطن لجبيني "
فهذا هو عين ما أفعله حالياً ولكن بطريقة لم تدر يوماً ما في ذهن روزاليا أو ذهن نزار قباني نفسه
فأنا أبحث عن وطن ولو كان عرضه متر في متر لكي أضع رأسي عليه أو حتى فيه
ثم تفرج من عند ربنا
ويستيقظ شيتوس من النوم أخيراً بعد فاصل طويل من العزف المنفرد يقدر بأربعة أيام متواصلة
وأخيراً أنام ساعتين قبل الذهاب للعمل
وأعود من العمل لأجدهم قد سافروا الى الاسكندرية
وأفتقد شقاوتهم من جديد
وأحن الى تلك السنوات الاربع التي قضيتها معهم في الاسكندرية
وهم يكبرون أمامي عاماً بعد عام
وأدعو الله أن يديم علي تلك النقمة - أقصد النعمة - بوجودهم وشقاوتهم وصياحهم الا منقطع
فبالرغم من كل شيء
أحبهم جداً
ربما أكثر من أي شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق