وقد يضطر القائد الى انهاء حياتة نفسها قبل توقيع تلك الوثيقة اللعينة كما فعل الجنرال أنامي وزير الدفاع الياباني حيث فضل الانتحار على توقيع وثيقة الاستسلام لامريكا الامر الذي حدا بالامبراطور الياباني الى تكليف الجنرال ماكارثر بتوقيع تلك الوثيقة
والمهم أن الوثيقة قد وقعت في النهاية أيا كان من قام بالتوقيع
انتحار الجنرال أنامي أو بالاحرى هروبه لم يمنع ولم يكن ليمنع تلك الحقيقة المريرة والتي تتلخص في هزيمة اليابان شر هزيمة
ولكن نظرة متأمله الى استسلام القوات اليابانية بغض النظر عن اعتبارات الحرب واهدافها ونتائجها يمكننا أن نلمح بوضوح شديد
أن خيار الاستسلام كان هو الحل الاوحد
خيار الاستسلام كان هو الخيار الاسلم
بالرغم من انه لم يكن ابداً بالقرار الاسهل
لم يكن من السهل أبداً على الامبراطور هيروهيتو أن يقبل تلك المهانة لم يكن من السهل عليه وهو الكائن المنحدر من نسل الالهه - من وجهه نظر شعبه - أن يراه شعبه على تلك الصورة من الذل
لم يكن سهلاً أن تكون أول مرة يسمع فيها الشعب الياباني صوت امبراطوره تكون لحظة اعلانه الاستسلام لالد اعداء الشعب الياباني
وأنا شخصياً التمس العذر له لانه تأخر قليلا حتى قامت الولايات المتحدة بالقاء القنبلة الذرية الثانية على ناجازاكي وكان الاحرى به الاستسلام بعد القنبلة الاولى
تحية الى ذلك الرجل الشجاع الذي أدرك قيمة الاستسلام ولم تأخذه العزة والكبر على حساب ارواح الابرياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تسألونني لماذا أكتب هذا؟
وما علاقة الاستسلام والامبراطور الياباني والحرب العالمية الثانية بما نحن فيه؟
الحقيقة أنني أكتب ما كتبت لعدة أسباب
السبب الاول: أن التاريخ موجود بين أيدينا لنتعلم منه ونرى تجارب الاخرين ونحكم عليها حتى اذا ما مررنا بالتجربة كان لدينا خطة موضوعة مسبقاً على كيفية مواجهة تلك التجربة وطرق هذه المواجهة والنتائج التي تؤدي اليها كل طريقة
السبب الثاني: أنني للامانة أردت الاعتذار عن قصور فكري في لحظة ما عندما وصفت الامبراطور الياباني بالجبان الذي يخاف على عرشه أكثر من خوفه على مجد اليابان وكرامته وأنه كان قد قدر لليابان الهزيمة على ايدي القوات الامريكية فليحصلوا على غنائم تلك الحرب من فوق جثته هكذا كنت افكر وهكذا كنت عبيطاً وانا اتناسى أن من وراء هذا الملك نساءً واطفالاً وشيوخاً سوف يموتون حرقاً بأبشع قنبله عرفها التاريخ ينبغي أن أعتذر لأنني تعلمت أن من وراء كل قائد جنوداً وارواحاً هذا الجندي الذي ترك زوجته وأطفاله وذاك الذي ترك أمه المريضه وأبيه العاجز ينبغي أن أفكر بكل هؤلاء قبل أن أفكر بأي معنى من معاني الشجاعة الزائفة أو حتى الحقيقية
.
السبب الثالث : أن أقول أن الاستسلام ضرورة حتمية لا مفر منها لأي قائد أو مسئول متى توافر لديه القناعة التامة بأن أنتصار عدوه قد أصبح قدراً محتوماً وبأن الاستمرار في القتال قد أضحى أمراً لا جدوى من وراءه وأن أرجاء الاستسلام لن ينتج عنه الا مزيداً من الخسائر بدون أي مبرر منطقي خاصة واذا كانت تلك الخسائر تمس بشكل أو بآخر أشخاص كان السبب الرئيسي لخوض المعركة هم الانتصار لكرامتهم وتوفير سبل السعادة والراحة لهم ومحاوله جعل حياتهم أفضل إن لم تكن الافضل
.
السبب الاخير : أنني أكتشفت أنه عندما ترتفع الراية البيضاء عالياً معلنة الاستسلام المشروط أو غير المشروط فأن هناك راية سوداء أخرى ترتفع عالياً داخل النفس معلنة حالة الحداد العام على خسارة حرب ربما كان من المقدر لها أن تغير وجه التاريخ
.
....................
على الهامش
...................
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
اذا ما كنت ذا قلب قنوع ....فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..فلا ارض تقيه ولا سماء
وارض الله واسعة ولكن اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حين ..فما يغنى عن الموت الدواء
....................
على الهامش
...................
ولا حزن يدوم ولا سرور ولا بؤس عليك ولا رخاء
اذا ما كنت ذا قلب قنوع ....فأنت ومالك الدنيا سواء
ومن نزلت بساحته المنايا ..فلا ارض تقيه ولا سماء
وارض الله واسعة ولكن اذا نزل القضا ضاق الفضاء
دع الايام تغدر كل حين ..فما يغنى عن الموت الدواء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق