أحياناً أتسائل في حيرة عن تلك الصله الحميمية التي تربطني بالاسكندر الأكبر
وكنت أزعم كذباً على سبيل المزاح لزملائي في الجامعة أن السبب الوحيد الذي دعا الاسكندر الى بناء الاسكندرية هو علمه المسبق بأنني سأحتاج الى مدينة ساحرة تطل على البحر المتوسط
لآكمل فيها تعليمي العالي
وبرغم كل شيء كانت تراودني تلك الحيرة وأنا أبحث عن ذلك الحبل السري الذي يربط ما بيني وبين أعظم القادة العسكريين على مر العصور
وكالعادة تبدأ الاسئلة الا نهائية تدور في عقلي الصغير حتى تفتك به دون الوصول الى الجواب الكافي لمن يسأل عن الدواء الشافي
مع كل الاعتذار لابن القيم
هل نتشابه في أن كلينا كان تلميذاً لارسطو في مراحل تكوين الاولى لسنوات الصبا
مع ايماننا العميق بفلسفته
وهو الذي جعل كل شيء وكل فكرة وكل عقيدة خاضعة للعقل الانساني
ولا مجال للصدفة أو للكهانة في ترتيب مقدرات الكون الذي يسير وفقاً لقوانين ثابتة لا تتغير طبقاً لرغبات الافراد ؟
هل يربطنا ذلك الشيء الذي يخلق فينا حب المخاطرة
والذي كان يجعله يتقدم الصفوف الامامية للمعركة بالرغم من كونه القائد والملك؟
هل لأنه لم يعرف ابدا طعم الهزيمة على الرغم من كثرة معاركه
وبالرغم من ذلك فقد هزمه مرض عادي في ريعان شبابه يصاب به كل اطفال العالم ويشفون منه ؟
هل هي تلك الرابطة الخفية التي تربطني بكل من مات في عمر الزهور منتصراً في قمة مجده وعنفوانه
وعلى رأس هؤلاء ادوارد الثالث وأبو القاسم الشابي وطرفة بن العبد وهاشم الرافعي ومصطفى كامل وبن المقفع ؟
هل لأنه كان من عاشقي الشعر ومن أشد المحبين لهوميروس وقصائده الملتهبة التي لاتزال كلماتها الخالدة تصم أذني عن سماع ملحمة شعرية سواها ؟
مائة وثلاثة وعشرون " هل " بعد المليون الثانية تطل برأسي
ولا سبيل الى معرفة اجابة واحدة لها
وإن كنت أعلم علم اليقين أنه في حالة فشلي في الاجابة عليها
فإن التاريخ سوف يتولى تلك المهمة
الشاقة