عشرون عاماً مضت
واكتشفت أن أمي ليست أمي
وأختي ليست أختي
وصديقي ليس صديقي
وجاري ليس جاري
وحكم بالاعدام على كل رابطة يمكنها أن تربط انسان بانسان
دعونا نتخيل ذلك
أن نستيقظ يوماًِ ما لنجد كل الروابط قد أختفت وصار يتعين علينا أن نعامل نحن البشر الاسوياء دون أي روابط فيما بيننا
ماذا علينا اذن أن نفعل ؟
وما هو المعيار الجديد الذي يتعين عليه أن يحكم تلك العلاقة بين الانسان والانسان؟
ولكي أستطيع أن أجيب أو أتجاوب مع تلك الاسئلة السابقة
دعونا نضرب مثالاًُ يقرب لنا الحقيقة
أجزوتك ماتر أو حالة غريبة
هو ليس أخي وليس صديقي وليس جاري
ولم يكن أبداً ابن عمي وهو بطبيعة الحال ليس ابن خالتي
لكنه يهتم لأجلي
هو يتألم لألمي ويفرح لفرحي
هو يفضلني وإن كنت لست الأفضل
هو يجملني وإن كنت لست الأجمل
هو يحرص على أن أكون بجانبه ويحرص على أن يكون بجانبي
هو يقويني حين أكون ضعيفاً
وينصرني حين أكون مهزوماً
هو يحضر الي اللبان والبسكويت والشيكولاتة
هو يتمنى لي النجاح والتوفيق قبل أن أتمناه لنفسي
هو يفتح لي بابتسامته العذبة كل الابواب المغلقة
وهكذا يفعل مع الجميع
هو ضحى من أجلي وتعذب من أجلي
وهكذا يفعل مع الجميع
هو يؤثرني على نفسه حتى في أحب الاشياء إليه
وهكذا يفعل مع الجميع
هو يعيش من أجل حياه أفضل لي ... وللجميع
هو يسمعني دون أن أتكلم
ويفهمني دون أن أشرح
ويعرفني حتى قبل أن أعرف نفسي
هو يمثل لي اختصاراً جميلاً لكل جميل عرفته في حياتي
اصدقاءه ينادونه كما كان أصدقائي ينادونني
هو نفس الاسم
هو نفس الروح
هو نفس الاحساس ونفس المشاعر
هو نفس اليوم ونفس التاريخ
هو نفس الحلم ونفس الفكرة ونفس الذكرى
هو نفس النفس وتوأم الروح
ولا يعنيني بعد ذلك أي رابطة تجمع بيننا
هو أخي أو صديقي أو جاري أو ابن خالتي
سموه كما يحلو لكم وكيفما شئتم
فأنا لا أكترث لهذا كثيراً
يكفيني أنه هو
أنا أتعامل مع قيمة أنسانية ولا أتعامل مع روابط أو مسميات
قيمة الانسان هي كل ما يعنيني
جمال الانسان هو كل ما أكترث لأجله
عقل جميل - قلب جميل
نفس جميلة - روح جميلة
هذا وحده يكفيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق