أحياناً أكون منشغلاً في القرآءة أو النت أو حتى الأكل ثم تقفز في رأسي فكرة تضطرني للبحث عنها في كتاب معين
وبكل بساطة أترك ما في يدي فوراً وأسحب الكتاب المقصود من المكتبة وأطالع ما أود مطالعته ثم أعيده الى مكانه سريعاً
لكن تبرز المشكلة الكبرى عندما لا أجد الكتاب
أبحث عنه مرة أخرى ولا أجده
أعصر ذهني في محاولة جاهده لأتذكر هل أعرته الى أحد الاصدقاء ونسيت ذلك
هل أخذته معي الى العمل لقراءته هناك
عشروميت مليون هل تطرأ على ذهني في وقت واحد وتكون الاجابة دائماً بالنفي
انه لم يخرج من البيت حتماً
ترتكب أكبر حماقة في حياتك وتسأل أهل البيت كلهم جميعاً هل رأيتم الكتاب الفلاني الذي كان في المكتبه؟
وتجد الاجابات كلها مثل اجابات كوندايزا ريس على أسئلة محمود عباس أبو مازن
لا هيا عارفة فلسطين اية اللي بيتكلم عليها ؟ ولا هوا عارف دي ست والا راجل ؟
ثم تجد الرؤوس تهتز بالنفي والافواه تفتح في ذهول ودهشة وكأنك تسألهم عن اسم كائن فضائي زار بيتنا مؤخراً
ثم تسمع من آخر البيت صوتاً يقسم بكل ما يمكن القسم به بأنهم لم يروا كتاباً ولم يقرأوا كتاباً منذ أيام الهجرة
ولا أعرف حقيقةً أي هجرة تلك التي يقصدون وهي ليست هجرة الرسول طبعاً
المهم
تمر الايام والشهور وربما السنوات لتقودني الصدفة البحتة للنزول تحت أحدى كنبات الانتريه أو هذا الشيء الذي يطلق عليه الفوتيه
ويا للهول ماذا وجدت ؟
لقد وجدت الكتاب الذي كنت أبحث عنه وقت أن كنت في المرحلة الاعدادية وقد وضع في مكان رجل الكنبة ليسندها بعد أن جلس عليها شخصاً ثقيل الوزن حتماً وقمت بنزع الكتاب فوراً من مكانه وقد غمرتني الفرحة العارمة برغم أنني أشتريته بعد ذلك ثلاث مرات على الاقل وأنا لا أعرف أن المال الحلال لا يضيع وأن لكل مجتهد نصيب وأن نصيبك هيصيبك وكل شيء بآوان والللي عند ربنا مش بيروح يا مؤمن وحوالي ثلاثة آلاف مثل شعبي آخر يضيق المكان هنا عن ذكرهم جميعاً
و أقوم بأخذ الكتاب وأمسح من عليه حوالي ثلاثة أطنان من التراب ثم أحتضنه في لهفة
وأجمع كل افراد العائلة
وأذكرهم بأن الكتب أنما جعلت لكي تقرأ وتغير وجه العالم وترتقي بالفكر الانساني وأن مؤلف الكتاب قد سهر ليالي طويلة وبذل وقته وماله وصحته وخلاصه فكره لكي يكون هذا الكتاب بين أيدينا الآن وأن ابسط معاني الشكر التي يتعين ان نوجهها الى مؤلف الكتاب هو أن نحترم عمله ونضعه في موضعه الصحيح لا مكان رجل كنبة وأن هذا المؤلف لو يعلم ما سيؤول اليه مؤلفه لأقدم على الانتحار ثلاث مرات على الاقل قبل أن يرتكب تلك الجريمة ويؤلف هذا الكتاب
وأعود لأذكر بأن السبب الرئيسي لتدهور الأمه الاسلامية والعربية اليوم هو أننا نستخدم الاشياء في غير ما خصصت لأجله ونستعمل كل نعمة أنعم علينا الله بها في غير موضعها ونسمي الاشياء بغير مسمياتها حتى أختلط الحق بالباطل والخير والشر وأصبحنا لا نفرق بين الليل والنهار والظلمات والنور ......... واستغرقت المحاضرة حوالي 45 دقيقة الى أن قام أحدهم وقاطعني بصوت يكاد ينفجر من الغيظ
مكنش كتاب يعني