الرجل الثاني
هو ذلك الرجل القابع بعيداً في ذلك الظلام الدامس لا يكاد يراه الا من يمتلكون قدراً لا بأس به من حدة البصر ونضج البصيرة
هو ذلك الهادىء المبتسم الذي يجعل العالم كله يعتقد أنه البريء الذي لا يشغل باله شيئاً في هذا العالم
البعض من العالمين بخبايا الامور يعرفون قدره ويعملون له ألف حساب
لاقتناعهم الكامل بأنه وراء كل قرار يتخذه الزعيم الأوحد الذي تهتف باسمه كل الجماهير
الرجل الثاني بعكس ما يعتقد الكثيرين يجمع كل السلطات في يده بتفويض مباشر أو غير مباشر من الزعيم
وتكون يده مطلقة في تصريف كل شئون الحكم أو القصر
يتمتع بكل المزايا الممنوحة للزعيم وفي نفس الوقت يتجنب كل المشاكل التي يغرق فيها الزعيم حتى أذنيه
غالبيه البشر تسعى ولو في مخيالهم أن يتمتعوا بمنصب الرجل الأول والأوحد الذي تهتف باسمه الجماهير
وعندهم جزء من الحق في ذلك
فهو الصورة وهو الواجهة والقائد الملهم وصاحب الانجازات وبطل حرب التحرير وكل الحروب التي بدأت وانتهت حتى قبل أن يولد
ولكن
ينبغي أن نعرف أن الناس لا تمتدح اشخاصاً وأنما تمتدح مواقفاً أو تصرفات
فالشخص لا يحظى بأي مديح بالمقارنة بما تصبغه الناس على الموقف أو التصرف أو السياسة
أما الذم
فلا يكون الا للشخص وليس للموقف أو التصرف
أما الرجل الثاني
فالعالمين ببواطن الامور يعلمون أنه صاحب كل انجاز وله الفضل في كل تصرف حكيم
ولكن عندما تحين لحظة صب اللعنات يكون للزعيم النصيب الأكبر فيها
جميل جداً
ورائعً بشده
أن تكون الرجل الأول
ولكن الأكثر جمالاً والأشد روعة
أن تكون الرجل الثاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق