الثلاثاء، فبراير 12، 2008

كم أنت متشائم يا ستورم

كنت أزعم لنفسي في السابق أنني شخص عقلاني الى حد كبير
أزن الامور الحياتية بميزان العقل والمنطق
وأدعي لنفسي حكمة ربما لا تتوفر لدي
دائماً ما أضع العاطفة جانباً عندما أختار وأقرر وأحسب وافتي
وما يجعلني أصدق هذا الزعم أن الامور تسير ولا تنحرف كثيراً عما أتوقعه
ولذلك لا يدهشني ابداً معظم الامور والاحداث الحياتية مهما كانت مدهشة أو مستغربة
لكنني الآن صدمت في طريقة تفكيري تلك المغرقة في العقلانية المادية والبعيدة كل البعد عن تصاريف قدرية يحكمها في المقام الثاني اشياء افتراضية محسوسة لا ملموسة
كنت أطبق تلك الواقعية النظرية في متابعتي لبطولة افريقيا وكانت كل النتائج تأتي طبقاً لتوقعاتي بانحراف بسيط لا يؤثر على سير الاحداث ولا ينال من النظرية
والطبيعي والمنطقي والمعقول أن تصل مصر الى المربع الذهبي وأن تتخطى فريق انجولا المكافح بفارق الخبرة والتاريخ والمستوى الفني ايضاً
لكن المنطق يقول بأنها ستقف عند ذلك الحد
وكنت اقول لنفسي بأن الفريق قد ظهر بالمظهر المشرف الذي يستحق معه كل احترام وينبغي على المصريين التصفيق له واسقباله بحفاوة حتى بعد هزيمته من المنتخب الايفواري
عندما يستطيع منتخب مثل منتخب مصر تخطي منتخب مثل المنتخب الايفواري ليس بهدف ولا اثنان ولا ثلاثة بل اربعة
كيف تحزر اربعة اهداف في مثل هذا الفريق
وكيف تستطيع أن تقهر تلك الاسود التي لا تقهر
ليس مرة واحدة
بل مرتان بينهما أقل من الاسبوعين وفي بطولة واحدة
بأي منطق في العالم يكون هذا وذاك
عندما تأتي النتائج مخالفة تلك المخالفة الصارخة لتوقعاتي
فأين يكون العيب
هل العيب في المنطق أم العيب في ممنطق المنطق
واخيراً اكتشفت أين الخطأ
أنا المخطىء منذ البداية وليس المنطق وعلم المنطق
أنا الذي انحي دائماً اشياء يجب اخذها في الاعتبار دون غيرها
المنطق لم يشترط ابداً الحسابات النظرية بالورقة والقلم بل يتعين أن تأخذ كل صغيرة وكبيرة في اعتبارك
عندما سئل الامام علي كرم الله وجهه كيف أنه لم يهزم في مبارزة قط
اجاب بأنه يقع في نفسه أنه هو المنتصر ويقع في نفس غريمه أن الامام علي هو المنتصر فيكون هو والامام علي عليه فيهزمه
ويقول الله تعالى والله لارزقن من لا حيله له حتى ليستعجب اصحاب الحيل
وها هم يستعجبون
العيب لم يكن في المنطق ابداً
العيب في انا
انا شخص يتوقع الاسوأ دائماً
ربما لأنني لا احتمل الصدمات
وربما لأنني تعودت الا اراهن الا على نفسي الا في احوال نادرة
وربما لأنه بات عندي أن القدر لن يأتي الا بما يزيد الشجون ويعمق الجراح ويغمر بالحزن والاسى
ووجدتني أقولها لنفسي واكررها مراراً على غير وعي مني
كم أنت متشائم يا ستورم
كمية من الفشار استعين بها على التوتر العصبي أثناء مشاهدة مباريات المنتخب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق