الجمعة، أبريل 04، 2008

أنا طفل سعيد

في بحثي المستمر والمتواصل والا منتهي عن معنى السعادة وماهيتها واركانها واسبابها وشروط تواجدها في حياتي وجدت أن السعادة لا يمكنك أبداً أن تراها اذا كنت تعيش بداخلها ولا يمكنك أن تصفها فزيائياً وطبيعياً الا اذا كنت خارجها وعلى مسافة كافية منها تمكنك من تكوين صورة شاملة عنها وإن كانت تفتقر الى وضوح التفاصيل
اكتشفت أيضاً أن السعادة تحدثها الاحداث الجليلة كما تحدثها الاحداث البسيطة وفي كل الاحوال السعادة واحدة ولا يمكنك أن تقول أنها في الحالة الاولى أكبر شأناً وأعظم أثراً منها في الحالة الثانية
فالسعادة واحدة مهما اختلف حجم مسبباتها فأما أن تكون سعيداً أو غير سعيد
اكتشفت أنني اكون سعيداً بابسط الاشياء التي تحدث لي غالياً باستمرار وإن كنت لا أشعر بها في الماضي وقد كنت أضيع الوقت في انتظار سعادة أكبر أعلم أنها ربما يضيع عمري انتظاراً لها
أنا سعيد جداً عندما اتوجه الى النوم دون أن أقوم بضبط المنبه وانا أفكر بسعادة في يوم الاجازة الذي ينتظرني غداً
أنا سعيد جداً عندما أضع يدي في جيب بنطلون لم ارتديه منذ زمن واذا بي أجد نقوداً في جيب البنطلون وخاصة اذا كانت من فئة العشرومية والعشروميات
أكون سعيداً جداً عندما اتناول كوب شاي أحمد في المساء وأنا لا أفكر في شيء اطلاقاً وخاصة عندما يكون الجو بارداً وتشتاق خلايا مخي لذلك الكافيين النقي
أكون سعيداً جداً بعد آداء كل صلاه وأحس براحة قلما تتواجد الا بعد الانتهاء من صلاه العشاء وكأنني مستعداً للموت الآن وكلي يقين بأنه ليس علي شيء لأحد
أكون سعيداً جداً وأنا استمع الى حماتي وهي تقول أنها طالما دعت الله بأن يرزق ابنتها بالزوج الصالح وأكون سعيداً جداً وأنا استمع الى شريكة حياتي وهي تصفني بالشخص الذي انتظرته طويلا ً وقد كانت تظن أنه غير موجود في عالم الواقع وأكون سعيداً جداً وهي تلومني وتعاتبني بأنني قد تأخرت كثيراً وأنها سوف تحاسبني على ذلك التأخير عندما يجمعنا بيت واحد
وأكون سعيداً جداً وأنا اسمعهم يصفوننا بالجنون المطبق أنا وشريكة حياتي وأتخيل نفسي وقد دخلت عليهم يوم الخطوبة بجريدة الدستور بدلاً من بوكيه الورد وكنت قد عملت لنفسي بالون كتبت عليه العريس عامل بالون لنفسه
أكون سعيداً جداً وأنا اساهم في رسم ابتسامة على وجه فتاه يتيمة وأذهب الى البيت وقد علقت فمي على أذني من فرط السعادة واسألوا خالد اجزوتك ماتر عن هذا الشعور الذي جربه بنفسه ذات يوم
أكون سعيداً جداً وأنا أرى في عيني شروق فرحة لم تتعلم بعد كيف تخفيها عني ولا عن الناس
أكون سعيداً جداً وأنا أقرأ قصيدة كانت شريكة حياتي قد كتبتها قبل أن تعرفني وتقول في نهايتها
واحلم بحبيب المستقبل
فارس احلامي الوردية
مش شرط حصان ولا عربية
بس يكون طيب وحنين
وكمان مجنون
ويكون بيحب الحرية
وأنا اتخيل ان قصيدها لم تكن حلماً بقدر ما كانت نبوءة
أكون سعيداً جداً وأنا أرضى بما قسم الله لي مفضلاً ما اختاره الله لي عما أخترته لنفسي وكلي يقين أن الله تعالى قد جمع لي كل اسباب السعادة بين يدي هاتين منتظراً فقط أن استشعر تلك السعادة وأن اشكره عليها بقلبي قبل لساني
فإن جاز لي الآن أن أصف نفسي بجملة واحدة تعبر عن مكنونات نفسي وحالتي الا شعورية
فأنه يسعني القول الآن وبملىء فمي وبكل جوارحي
أنا طفل سعيد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق