الجمعة، يناير 04، 2008

اواخر الشتا


لا أعلم لماذا يصر القدر على اختياري دون بقية افراد العائلة البشرية لقضاء الاسبوع الاخير من كل عام خارج حدود بورسعيد وخصوصاً في القاهرة

لكن هذه المرة ربما تختلف عن كل المرات السابقة

الجديد هذه المرة أنني اقضي الاسبوع الاخير بالاضافة الى الاسبوع الاول من العام الجديد

والجديد أنني لم اقيم عند انتيمي العزيز لأنه تزوج اخيراً

والجديد أنني هذه المرة سأكون المحاضر وليس المتدرب وهو شعور يبعث على القلق خاصة وأن التدريب في القاهرة لزملاء من كافة انحاء مصر
كنت أمني نفسي بقضاء اسبوع هادىء بعيداً عن الكمبيوتر والانترنت وضغط العمل ورنين التليفونات
كنت أمني النفس بالانفراد بها قليلاً حتى نتصالح بعد طول جفاء
أخذت معي من الكتب ما يكفي لملىء شنطة السيارة بأكملها
وضعت الخطة واتجهنا الى حيث قاهرة المعز
واليسا تشدوى بالبومها الجديد أنا ليك
بالطبع كنت واهماً فها هي الصحبة تأتي تدريجياً حيث قدر لنا ان نلتقي بأصدقاءنا الواحد تلو الآخر في مصادفات لا تحدث الا في الافلام العربي فقط
وطبعاً لم نذهب الى البيت مباشرة فلابد من الاحتفال اولاً
واستمر الاحتفال حتى طلوع الفجر تقريباً
وأذهب الى المحاضرة الاولى دون نوم
واعود ممنياً نفسي بساعة نوم واحدة
لكن الشعار المرفوع في هذا المنزل هو
ما اطال النوم عمراً
ويستمر الوضع على هذا الحال حتى تأتي ليلة رأس السنة ونحن نجوب شوارع القاهرة فنقضي اليوم في سيتي ستارز ثم نعرج على وسط البلد ثم يأتي تليفون لأحد افراد شلتنا المرموقة وهو ضابط بالمناسبة ليخبره أنه خدمة في فندق الكونراد عشان حفلة هيفا
وبما أني صديق قديم لهيفا فلم اعترض على الذهاب
وهذا كنت أعود الى البيت تقريبا بعد الفجر لآخذ حماماً ثم انزل الى المحاضرة التي لا ادري ماذا سأقول فيها
وصوت اليسا هو الرفيق الوحيد لنا طوال كل هذه الرحلات
.

كنا ف اواخر الشتا قبل اللي فات


زي اليومين دول عشنا مع بعض حكايات


انا كنت لما أحب أتونس معاه


انا كنت باخد بعضي واروحله من سكات



ثم نعود لنبحث عن مكان لتناول الغذاء
وبعدها نختار الفيلم الذي سنسهر عليه فنجوب كل سينمات وسط البلد
وما زالت اليسا تردد في اذني



والناس في عز البرد يجروا يستخبوا


وانا كنت بجري واخبي نفسي اوام فـ قلبه


ولحد لما الليل يليل ببقى جنبه


وافضل في عز البرد وياه بالساعات


واكاد أجزم أنني لم أنم خلال اسبوع بالكامل سوى ستة ساعات غير متصلة اختلستها من الزمن وأنا العن تلك الاغنية التي قالت فيها ام كلثوم ما أطال النوم عمراً

وها أنا ذا عائداً الى بورسعيد أخيراً وأطلب من صديقي أن يرفع صوت الكاست قليلاً لتكمل ايلسا ما بدأته في الضغط على كافة الجروح التي يأتي بها الشتاء تلو الآخر
.

على سهوا ليه الدنيا بعد معشمتنا


وعيشتنا شوية رجعت موتتنا


والدنيا من يوميها يا قلبي عودتنا


لما بتدي حاجات اوام تاخد حاجات

كل ما اريد أن أقول لمن يهمه الامر
لا تذهب الى القاهرة ليلة رأس السنة
واذا ذهبت فلا تذهب مع ابليس مندراوي
واذا ذهبت مع ابليس مندراوي فلا تذهب معه الى حفل هيفا
واذا ذهبت مع ابليس مندراوي الى حفل هيفا فلا تركب معه نفس السيارة
واذا ركبت معه نفس السيارة فلا ترجع معه الى البيت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق