الأحد، سبتمبر 03، 2006

مش عارف اقول ايه ؟


يلومني البعض من مرتزقة الفكر في حدادي على روح الفقيد
محمد عبد الوهاب
وأن هذا الحداد كان ينبغي أن يكون من حق الاديب العالمي نجيب محفوظ
فكيف أحزن على لاعب كرة ناشىء لم يقدم شيئا يذكر
وكيف لا أحزن على أديب أرثى الفكر العربي بتراث ادبي لاكثر من نصف قرن أو يزيد
ولهؤلاء فقط أقول


نجيب محفوظ
اديب مصر العالم وصاحب نوبل للاداب
شكل وجدان اجيال بكاملها بكتاباته التي تتحدث عن واقع مصر المحروسه في ازمنة متتابعة
اسلوبه شيق
ويمتلك ناصية الكلمة
استمتعت طوال عشر سنوات بقراءة رواياته الواحدة تلو الاخرى
وكنت اتفق معه في الرأي حيناً
وأختلف معه احيانا
لكنه كان وسيظل أحد المعلمين لشخصي المتواضع
وأنا لا أنسى شخص تعلمت منه شيئاً جديداً
والسؤال هنا لماذا لم تعلن الحداد على نجيب محفوظ؟
الاجابة ببساطة
نجيب محفوظ صاحب الخمسة وتسعون خريفاً
قرابة قرن كامل من المصارعة في هذه الدنيا
نجا من حادثة اغتيال أو أكثر
نبأ موته لن يكون مفاجاً
حتى عندما سمعت منذ ايام بمرضه
قلت على مسمع من الجميع أن هذا هو مرض نجيب محفوظ الاخير
وحتى عندما قالوا أن حالته اصبحت مستقرة
قلت لهم بأن هذا هو سلام الروح مع الجسد قبل الوداع
وأن نجيبب محفوظ سيغادر الدنيا خلال ساعات قليله
وبالفعل ما هي الا سويعات قليله وأذيع نبأ وفاه الاديب نجيب محفوظ
أنت وأنا كنا نتوقع تلك النهاية
وننتظرها
على الرغم من قسوتها
لكننا كنا على استعداد وتحفز تام لتقبل تلك النهاية
فهذا قضاء الله وقدره في مخلوقاته
كل من عليها فان
ومهما طالت الحياه فأن الموت آت بلا ريب



أما في حاله محمد عبد الوهاب فالوضع يختلف كثيراً

فهو شاب صغير لم يتجاوز الثلاث وعشرون ربيعا بعد

في كامل صحته وبنيته ولياقته

عندما قالوا لي أن محمد عبد الوهاب مات

قلت متهكما أن عبد الحليم وأم كلثوم قد ماتا ايضاً

ولم أصدق ان محمد عبد الوهاب قد مات الا بعد رؤية الجنازة

لم اتمالك نفسي الا وقد دمعت عيناي واقول

يا حسرة قلب امك عليك يابني

لا يوجد حسرة تضاهي حسرة قلب الام على ابنها الشاب

فهو يكبر امامها يوما بعد يوم

وعاما بعد عام

حتى اذا صار شابا

وانتظرت أن تودعه الى حفل زفافه

فإذا بها تودعه الى القبر

حتى ولو كان مجرد لاعب كرة

ولم يحصل على جائزة نوبل

فليذهب ادباء العالم ومثقفيه كلهم الى الجحيم ومعهم جائزة نوبل والفريد نوبل نفسه

امام حسرة قلب ام تفقد ابنها الشاب

كانت جدتي تحكي لي عن جارتها التي اصيبت بالشلل

عندما كانت تنتظر ابنها ليأتي في اجازة من الجيش

اتصل بها وقال انه قادم غدا بعد طول غياب

وقال لها حضري غدا كويس لاني تعبت من اكل الجيش

لم تتمالك الام نفسها من الفرحة

وقامت باعداد وليمة تكفي لاطعام حي باكله لمدة اسبوع

وعندما حان موعد الغذاء رن جرس الباب واذا بضابط يخبرها باستشهاد ابنها

لم تتحدث ولم تمشي على قدميها ولم تحرك ذراعيها

ولم تعرف ابتسامة ولا فرحة حتى لحقت بأبنها

طبعا هو لن يعز على خالقه وتلك حكمة الله

فكلنا ابناء الله وعياله

كلنا ودائع تمشي على الارض

وللمودع الحق في استرداد وديعته

وقتما شاء كيفما شاء

ولكن تبقى تلك الحسرة التي لا تغادر القلب

تبقى تلك اليد الباردة التي تعتصر القلب بلا رحمة

حتى تسحقه سحقاً

....

يا فاقدي البصر والبصيرة

درساً تعلموه مني الآن

قبل ان تتعلموه بالتجربة

اعلمو هذا جيدا

لأن من لم يتعلم بعقله

تعلم بالتجربة

ولست أظنكم تستطيعون

هناك 3 تعليقات:

  1. غير معرف5:10 م

    والله يا احمد انا مش قادرة امسك نفسي من العياط

    خصوصا موضوع الست جارتكم

    ربنا يرحم كل شباب المسلمين

    يارب

    ردحذف
  2. غير معرف5:12 م

    ربنا يرحمك يا عبد الوهاب

    فعلا يابو حميد

    اصعب حاجة ان شاب يموت

    وامه عايشة

    ربنا يصبرها وكل المسلمين

    ردحذف
  3. غير معرف11:01 م

    عندك حق والله يا ستورم

    ردحذف