الأحد، سبتمبر 24، 2006

رمضان والريحة الحلوة

اتى رمضان فجأه كما هي العادة كل عام
وطبيعي أنني لم أكن مستعد له في خضم المعارك التي اخوضها
على المستوى الشخصي والانساني والايدولوجي والمعنوي والنفسي والصحي والبدني والمادي والدعوي والاقتصادي
ما علينا
المهم انه كان مستعد ليا مش اني مستعد ليه
صلاه التراويح بالامس أحسست أنه ربما يكون رمضان الاخير الذي اقضية
أعلم بحسي الا شعوري أن رمضان العام القادم سيأتي وانا لست كما أنا الان
يارب يكون خير
بس المهم والاكيد أن رمضان وحشني جدا
رمضان ليه ريحة حلوة لا يمكنني أن أخطئها
عندما قدر الله الشهور والايام وفرض الصيام في رمضان
زرع الحب في قلب كل مسلم لهذا الشهر
ومثل هذا الحب انما يرتبط برمضان وجوداً وعدماً
قبولا ورفضاً
لا تملك الا أن تحب هذا الشهر
وتنتظره وتشتاق اليه شوق الصحارى لمياه المطر
لا يمكنني أن انسى رمضان ايام الطفوله
وكيف كنا نجتهد في صنع الزينة قبل الاعداء من سكان العمارات المجاورة
لا يمكنني أن انسى كيف كنت أقنع نفسي بأن الذي يفطر في رمضان
فأن القطة السوداء سوف تأكل احشاءة لا محاله
لا يمكنني أن انسى مسابقات حفظ القرآن الكريم التي كنت أفوز فيها وكنا نفوز جميعا
لا أحد كان يخرج مهزوماً من تلك المسابقات
لا يمكنني ان انسى العشر الاواخر والاعتكاف في سيدي ابو العباس والاباصيري وسيدي ياقوت
مازالت الاسكندرية تشهد على تلك الايام التي تحمل في طياتها عبق لا يمكن نسيانه
رمضان ايام الجيش وكيف كنا نسهر حاملي السلاح ونقول
عينان لا تمسهما النار .. عين باتت تحرس في سبيل الله
اتذكر عندما قمنا بكسر ذراع احد الاصدقاء لانه كان فاطراً احد الايام
وظل يخاصمني حتى قبل خروجه من الخدمة بثلاثة أيام
وكله كوم ورمضان التموين كوم تاني
كانت حملاتي في النصف الاول من رمضان بعد صلاه التراويح
كل ما نفعله هو التجول في الاسواق
والهجوم على بائعي الياميش ومصادرة اي كمية مشكوك فيها
اتذكر عندما كنا بصدد احدى لجان اعدام اليميش
وكنت اتحسر على ثلاثة اطنان من الكاجو والبندق والفسدق يحترق امام عيني
اتذكر كم كانت قلوب اصدقائي تكاد تتمزق مع كل لجنة اعدام للياميش
الشغل في رمضان قمة المتعة في اي مكان
رمضان يجعلك اكثر قدرة على رؤية الامور
رمضان يجعلك اكثر قدرة على تقبل وجهات النظر الاخرى
رمضان يجعلك تمضي وتبصم وتختم دون ان تراجع اي ورقة عشر مرات
وكل دة عشان حاجة واحدة بس
عشان رمضان ريحته حلوة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الهامش
...........
أَ لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسجُدُ لَهُ
مَن فى السمَوَتِ وَ مَن فى الاَرْضِ
وَ الشمْس وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الجِْبَالُ
وَ الشجَرُ وَ الدَّوَاب وَ كثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ
وَ كَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَاب
وَ مَن يهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ
إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشاءُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق