السبت، سبتمبر 23، 2006

رمضان فرصة للبكاااااااااااااااء

يتسارع وقع خطى الأيام، وتتسابق لحظات المرء، نحو ساعات يشبه بعضها بعضا
وتشتد غفلة الإنسان مع متطلبات شئونه الحياتية، فلا يفيق إلا بعد ما طويت مراحل من عمره مهمة
فيندم عندئذ ندما كبيرا، ويتمنى أن لو أيقظه موقظ أو صرخ في وجهه ناصح
وهذا في الواقع يحصل لكل أحد، فلا أحد ينجو من الغفلة
ولا أحد يهرب من التأثر بدوامة الحياة، ولكن ثمة لحظات صدق تائبة
ونوبات خشوع صادقة تتلمس شغاف القلب المنيب إلى ربه
يحاسب فيها نفسه، ويجدد فيها العهد
وعندها تثور ثائرة مشاعره الصادقة التائبة، وتغرورق عيناه بدموع إيمان
فيكون بكاؤه عندئذ أشبه ما يكون بغيث السماء الذي يرسله الله سبحانه على جدباء الأرض
فيحييها وينبت فيها الحياة من جديد
أبحث عن شيء يقربني من الله تعالى
لم أجد أفضل من البكاء
كم هو صعب جداً أن تبكي بعد أن جعلت الدنيا من قلبك حجر أصم
لو سألني أحد عن أعظم نعم الله على الانسان
لقلت بلا تردد انها نعمة البكاء
فاذا كان البكاء من خشية الله
فأنت في نعمة كبيرة ومنزله أكبر
لا تدمع العين إلا إذا طهرت النفس، وزكت الروح، وصفى القلب
فعندئذ تأتي الرقة
فتسيل الدمعة
تأملوا قول الله تعالى
إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا
وقول رسوله الكريم
لا يلج النار رجل بكى من خشية الله
سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظلُّهُ .. ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ
عينان لا تمسهما النار: عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله
...
البكاء البكاء
كان نبي الله شعيب يبكي حتى تبيض عيناه
فيرد الله عليه بصره
ثم يبكي فتبيض عيناه
فيرد الله عليه بصره
فيسأله الله تعالى وهو أعلم بما يبكيه
ماذا يبكيك يا شعيب؟
فيناجي شعيب ربه
انا لا ابكي طمعاً في جنتك
ولا أبكي خوفاً من نارك
ولكني أبكي اشتياقاً اليك
فيرد الله تعالى عليه
ولذلك جعلت موسى كليم الله خادما لك عشر سنوات
هذه هي منزله الباكين عند الله
جاء في ذكر قصة يحيى عليه السلام ان ابوه قد فقده لمدة ثلاثة ايام لا يعرف عنه شيئاً
فخرج يبحث عنه في البرية
فوجده قد حفر لنفسه قبراً وأخذ يبكي
فقال له ابوه ماذا يبكيك يا يحيى
فقال له يا ابتي
الست انت من أخبرتني أن بين الجنة والنار مفازة لا تقطع
الا بدموع البكائين
فيرد عليه قائلا ابكي يا بني
واخذا يبكيا جميعا
..
طوبى لكم ايها الباكون لانكم غداً ستضحكون
طوبى لكم لان لكم ملكوت السماوات
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من استطاع منكم أن يبكي فليبكِ
ومن لم يستطع فليتباكَ
وفي ذلك فليتنافس المتنافسون

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق