الاثنين، سبتمبر 25، 2006

البابا مغلطش دة طيش شباب

أنشغل العالم الاسلامي في الايام القليلة الماضية بما اسمته وسائل الاعلام العربية
بهجوم البابا على الاسلام
وكعادة اعلامنا العربي السمج
ظل الاعلام يشكل القضية كما يراها كل شخص من وجهه نظره
وأخذ الكل يدلي بدلوه في الموضوع وكأننا فعلا ندافع عن دين الاسلام وعن رسول الاسلام
لذلك كعادتي آثرت الصمت
ليس لانني مثل كل العرب تأتي ردود افعالي متأخرة دائماً
ولكن
لأن النتيجة دائما معروفه مسبقاً
شخص ما يخطىء في حق الاسلام أو المسلمين
يحدث اضطراب
يعتذر
لا نقبل الاعتذار
يعتذر تاني
وخلصت
وانتهي الامر
ويسجل المسلمون انتصارا مريحا نفسيا
بينما الضحية منصوب عليها من الكل
وبتقول انصب علي كمان الله يخليكم
وما توقعته قد حدث فعلا شكلا ومضموناً
لكنني آثرت الرجوع لكلام البابا حرفياً حتى أعلم ماذا قال هذا الرجل؟
قال البابا انه لا يؤمن بالاسلام ولانبيه
قال أن رسول الله انما هو شخص عادي ولا يستحق أي مكانة سامية
قال انه يرى في كتاب الله آيات تحض على العنف واراقة الدماء
وقال انه لا يعترف بالقرآن الكريم ككتاب مقدس
هذا هو ما قاله البابا
نظره واحدة على كلام الرجل تجد ان كلامه كله لا يحتاج الى الاعتذار
بقدر ما يحتاج الى الروية وضبط النفس من شخص في مكانته
بالله عليكم
هل يوجد مسيحي واحد على وجه الارض يؤمن بمحمد كنبي ورسول من عند الله ؟
هل يوجد مسيحي واحد على وجه الارض يؤمن أن القرآن كتاب مقدس وأنه منزل من عند الله ؟
أكيد الاجابة بالنفي
والا اذا كان هناك أحدا ً يؤمن بهذا أو بذاك لإانه سيكون مسلما ً حقيقة أو حكماً
لأن الاسلام دين القلوب ودين الايمان
فاذا كان ذلك كذلك
فلماذا نطلب من الرجل الاعتذار عن عقيدته ؟
لماذا نطلب من الرجل أن يعتذر عما يؤمن به؟
كل المسلمون على وجه الارض يقولون ان المسيحية دين محرف
وان العقيدة المسيحية مبنية علي باطل قام بتأليفه بطرس المعروف ببطرس الرسول
وان المسيح لم يصلب وأنما رفعه الله اليه
وان التثليث كذب وافتراء علي الله
فهل طلب أحد منا الاعتذار عما نؤمن به ؟
الرجل قال أن الاسلام في رأيه دين يحض على العنف وهذا رأيه
كلام البابا لم يكن واضحا اصلا خاصة وانه اقتباس من كلام شخص اخر عاش في قرن اخر هو بابا آخر
لكنه في النهاية يبقى رأيه الذي يقتنع به
هذا حقه
انا لست اري في كلامه شتما ولاسبا بل رأيا
وعلي الرغم من اني لا احب هذا البندكت لاسباب اخري الا ان قوله الذي قراته لم يسبب لي استفزازا اصلا
والا كانت عقيدتي استفزازاً لكل مسيحي على وجه الارض
ويتعين علي الاعتذار لكل مسيحي اقابله في الطريق
عن اعتقادي في أن الانجيل ليس كلمه اللله وأنه كتاب محرف
بالله عليكم هل هذا معقول أو مقبول؟
الامر الاخر الذي لفت نظري حقيقة
هو ردود الافعال على المستوى الرسمي
والتي غلبت الى حد كبير ردود الافعال الشعبية
في مصر تحدث الرئيس مبارك
وادان مجلس الشعب
وتحرك مجلس الشورى وطالب اعتذاراً فورياً
وكل هذا لم يحدث في قضية الرسوم المسيئة والتي كانت تحتوي فعلا على قصد الاهانه لشخص الرسول الكريم
وهناك أكثر من ثلاث قنوات تليفزيونية انشأت خصيصا في امريكا من أجل الهجوم على رسولنا الكريم ولم يتحرك أحد ولو برفع قضية لاغلاقها
هل لأن البابا شخصية عامة يجب عن يحرص على كلماته أكثر من ذلك ولا يمس مشاعر المسلمين؟
الرئيس بوش نفسه أعلن أكثر من مرة أن حربه على الارهاب حرب صليبيه هدفها القضاء على الاسلام المتطرف
ولم أسمع صوت رئيس عربي واحد يقول له أنه يتعين عليه الاعتذار
هل الرد الرسمي شغل للرأي العام عن مؤتمر الحزب الوطني
أم عن قضية البرنامج النووي الذي يطرحه جمال مبارك كورقة رابحة في طريق توريثه
أم ماذا ؟
كل شئ مسكنات ومخدرات
لكن لا شئ حقيقي
كل شئ مزيف
لكن لاشئ يخدم الانسان
نشغل انفسنا بحروب وهمية نحقق فيها انتصارات زائفة ( اذا تحققت أصلا ) ونوهم انفسنا بأننا ندافع عن دين الله
وندافع عن رسول الله
العالم الاسلامي يعيش في حالة دفاع عن نفس اربع وعشرين ساعة
يغذيها خطاب سياسي وديني من نوعية احرقها وتوكل
وبالتالي رد الفعل شكلا ومضمونا هو نسخة بالكربون مما قبله
حالة الكراهية الرهيبة والاحساس المتنامي بالمؤامرة سواء مؤيد بالادلة او مجرد حديث قهاوي اصبح هو لسان الحال
فالجو مسمم تماما ومحتقن بشكل كبير
وفي انتظار الشخص الاخر الذي سيتطاول على الاسلام
يحدث اضطراب
يعتذر
لا نقبل الاعتذار
يعتذر تاني
وخلصت
وانتهي الامر
ومتنساش تسلملي على البابا
وجمال مبارك
ومبروك لعلي عبد الله صالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا
أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق