وأن الهجوم هو شيء عقيم قد يؤدي احيانا الى ربح جولة
ولكنه في النهاية يؤدي الى خسارة المعركة بأكملها
واشرت الى أن قوات الحلفاء لم تعرف ماذا تفعل ازاء هجوم الالمان الغير محدود والغير محدد
لم يكن في استطاعتهم مجاراه الالمان في صنع السلاح المتطور
ولا التدريب على استخدامه
فكل ما فعلوه هو أن تركوا هتلر يهاجم على قدر ما يستطيع حتى ذهب الى الاتحاد السيوفيتي بقدمية
وهناك بدأت الهزيمة
وكنت قد أشرت الى ما فعله وكيل النيابة حيث سخر نفسه للهجوم على المتهم بدون داعي وبدون تحديد للهجوم
فما كان مني الا ان استخدمت كلامة ضده وحولت هجومه على المتهم الى هجوم عليه هو شخصياً
بالرغم من انني لا اعرف شيئاً ولا أفهم شيئاً وليس لي علاقة بالموضع من الاصل
.......................
اليوم سأضرب لكم مثالا أخر وأخير عن استخدامي للدفاع كطريق أوحد للنصر
كنت قد رشحت نفسي لانتخابات اتحاد الطلاب في الكلية
على منصب رئيس اللجنة الاجتماعية والرحلات
وذلك للمرة الثالثة على التوالي
كنت قد شغلت هذا المنصب عامين متتاليين وكنت ارشح نفسي للعام الثالث
وكان موقفي ضعيفاً للغاية
لانني لم أكن قد قدمت جديداً هذه المرة
كل ما فعلته العام الماضي كنت قد فعلته العام قبل الماضي
لم اقدم جديداً يذكر
نفس حملات التبرع بالدم ونفس الرحلات ونفس الزيارات لنفس المصانع وشركات الادوية
نفس المسابقات ونفس الجوائز ونفس الفائزين ونفس شهادات التقدير
تقريباً لا جديد يذكر
وما زاد موقفي سوءً على سؤئه أن منافسي " وهو صديق عزيز بالمناسبة " كان شديد اللباقة والجاذبية وكان انساناً على خلق وله شعبية كبيرة في الكلية والكليات الاخرى ايضاً
فعلا لم يكن ينقصني سوى هذا
وكانت النتيجة معروفة بالنسبة لي
ودخلت الى المناظرة الاخيرة قبل الانتخابات بساعة فقط
وانا لا اعرف ماذا ساقول فيها
حاولت الهروب منهاً بشتى الطرق متعللاً بكافة الاعذار
لكن الجميع أصر على حضروري للمناظرة
وبدأ صديقي ومنافسي بالكلام
وأظنه الآن يضحك وهو يقرأ هذه التدوينة
بدأ بهجوم شامل كاسح على العبد لله
وختم هجومة بعبارة رائعة
لا أعرف كيف ينتخب طلاب الكلية شخصاً 90% من أصدقائه من البنات
حتى أنني لا أكاد اراه يقف مع الشباب ابدا
هكذا ختم صديقي العشرون دقيقة المخصصة له لكي يتحدث فيها
وحان دوري انا الذي لم أكن أجد ما أقول
ماذا قلت؟
قلت لقد افاض فلان في الهجوم علي وانا بدوري لن اقوم بالهجوم عليه
وكل ما قاله لن ارد عليه لانكم انتم - اي الطلاب - أجدر مني على الرد عليه
لكنني سأرد على نقطة وحيدة وسأتنازل عن بقية وقتي لمرشحي اللجنة الثقافية
اما الشيء الذي اود ان ارد عليه فهو
اذا كان صديقي يزعم بأن اغلب اصدقائي من الفتيات فهو على حق
واذا كنت انا احوز كل هذه الثقة من الفتيات لانال صداقتهن فأنه شرف كبير
الفتيات بطبيعتهن يحكمن الاحساس
فاذا كان احساس الفتيات قد اجتمع على الثقة بي بأنا بالتأكيد أهل لهذه الثقة
ولا أريد أكثر من ذلك
وأنه لشرف لي أن انال صداقة وثقة من شرفت بصداقتهم من الفتيات
وأنا اعتز بهذه الصداقة
ولن اتنازل عنها من أجل ربح الانتخابات
وهانذا اعلنها امامكم
صداقتي لهؤلاء الفتيات أهم عندي من انتخابات الاتحاد
ومن مجلس الكلية
ولو خيروني لاخترت الصداقة المجردة عن المصالح
عن تلك المناصب التي سنتركها شئنا أم أبينا
.....................
لا أريد أن أصف لك عاصفة التصفيق
وطبعاً كانت نتيجة الانتخابات هى الاكتساح
لان كل فتيات الكلية تقريباً ذهبوا للتصويت لي وهم تقريباً ثلاثة اضعاف الشباب
هذا الى جانب اصدقائي الشباب وهو كثير ايضاً
ولو أن منافسي لم يقم بالهجوم علي لربح الانتخابات بالتأكيد
ولكن يبقى الدفاع هو المفتاح الاول للنصر
القاعدة مازالت تثبت صحتها
أترك عدوك يهاجم ويندفع في الهجوم
حتى يلف الحبل على رقبته
وعندئذ كل ما تفعله هو ان تشد الحبل بقوة
أتركه يهاجم حتى يلهث من التعب وتخور قواه
أتركه يهاجم حتى تتكشف حيله الواحدة بعد الاخرى
اترك له الضربة الاولى
وحينما يحين دورك فتأكد أن النصر حليفك
ملحوظة
صداقتي للفتيات كانت أكبر خطأ ارتكبته أثناء وجودي في الكلية
ولو تعود الايام لما رجعت الى ذلك ابداً
على الهامش
.......................
وأن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فأن الله غفور رحيم