الجمعة، أكتوبر 27، 2006

كيف يصبح الدفاع خير وسيلة للهجوم وبالتالي للنصر ؟

الحمد لله بدأ الكل أو المعظم أو الغالبية يعتقد بأهمية الدفاع
وبدأت وجهه النظر القائلة بأن الهجوم خير وسيلة للدفاع تتلاشى تدريجياً
ولكن حتى تكتمل اركان القاعدة يجب أن نعرف كيف نستخدمها
أو بطريقة أخرى يجب أن نعرف متى وكيف وأين نطبقها؟
خاصة على ارض الواقع
فالكلام النظري الاكاديمي عادة لا جدوى من وراءة سوى الاطروحات العلمية والايدولوجية
ونأتي الآن للسؤال الاهم
كيف يمكننا تطبيق قاعدة الدفاع خير وسيلة للنصر على أرض الواقع؟
والاجابة ستكون في الموقف التالي
...........
جرتني الصدفة يوماً الى محكمة بورسعيد الابتدائية
كنت أريد أن أعرف آخر أخبار المحامين وأعلانات نقابة المحامين الى آخره
وأخذت اسلم على هذا المحامي وذاك حتى التقيت بأحد اصدقائي
وجدته يطلب مني طلباً غريباً جداً
أن أحضر أحدى جلسات محكمة الجنايات بدلا منه للترافع في جريمة قتل أثناء مشاجرة
طبعاً هذا تهريج
أو هكذا كنت أظن
كنت أظنه يمزح معي أو يعد لي مقلباً على أقصى تقدير
ولكن ما لم آخذه في الحسبان أنه كان جاداً جداً في طلبه
وأخذ يحاول أقناعي بكل السبل
وقال انه لدية جلسة في دائرة أخرى والقضية فيها محجوزة للحكم
ولن يمكنه التخلف عنها بأي طريقة
وقال أن المحامي الذي يعمل معه في العمرة ولن يمكنه الحضور
وأن كل ما سأفعله هو أنني سأطلب تأجيل القضية لحين حضور المحامي الاصيل
واكتمال المستندات
حاول الاعتذار لصديقي على اساس جهلي بالقضية وانني حتى لم أنظر في الوقائع
ولا أعرف حتى اسم المتهم وموقفه في القضية ولا أعرف شيئاً عن الشهود الموجودين معه
لكن صديقي أخذ يسوق لي المبرر تلو الاخر وذكر كل الاسباب التي تجعله لن يستطيع الحضور
الا السبب الحقيقي
السبب الحقيقي الذي يجعله لا يريد أن يحضر هذه القضية
وهذا السبب هو أن القاضي غلس وغتت وأحكامه كلها اشغال شاقة وانت طالع
يعني بالعربي لو حكم في القضية هيطس المتهم حكم زي الفل دة اذا كان طيب ومحكمش بالاعدام
وهذا هو السبب الذي أكتشفته
ولكن بعد فوات الاوان
.....................
.....................
أمري لله
دخلت القاعة وانتظرت حتى تم النداء على رقم القضية
وقمت زي الاسد وطلبت تأجيل القضية لحين حضور المحامي الاصيل واكتمال مستندات القضية واحضار بقية الشهود
لم يكن لدي أدنى شك في اجابة القاضي لطلبي
وأنه سيؤجل القضية لجلسة لاحقة
وكانت المفاجأة الاولى
رفض الطلب بحجة أن الشهود موجودين وانه لا يوجد مبرر لطلب التأجيل
وبص شوف فتح عينك تاكل ملبن
لقيت نفسي بترافع في جناية قتل وانا لم أقرأ حتى اوراق القضية
لا أعرف اسم المتهم الا بعد أن نادى عليه حاجب المحكمة
لم أقرأ محضر الشرطة ولا تحقيق النيابة
ولا أعرف الى أي من مواد القانون استندت النيابة في توجيه الاتهام وبناء عليه حولت المتهم الى محكمة الجنايات
لم أكن أعرف أي شيء سوى أن المتهم بريء وأن ظابط المباحث زج باسمه في القضية
لانه كان مضطراً لتقفيل القضية بأي طريقة والا تم نقله الى الصعيد
كل ما كنت أعرفه في تلك اللحظة أن هناك جريمة قتل أخرى سوف ترتكب
وأن القتيل هذه المرة هو المتهم
أما القاتل فهو العبد لله
واليكم وقائع الجلسة بالتفصيل
ولكن بعد استراحة قصيرة
...................
على الهامش
...................
اللهم هذا قسمي فيما أملك
فلا تلمني فيما تملك ولا أملك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق