الجمعة، أغسطس 25، 2006

الغيبيات

ثار سؤال مهم حول ما قولته وأقوله وما سوف أقوله لاحقاً
هذا الموضوع من الغيبيات التي ممنوع علينا الخوض بها
فلماذا تقحم نفسك في موضوع كهذا لن تخرج منه بنتيجة؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الرأي عندي
ان نعرف اولا ما هي الغيبيات
الغيبيات جاء تحديدها في القرآن والسنة
فمثلا
لا أستطيع التحدث عن الذات الالهيه
لان العقل لا يستطيع تصور خالقه
هذه هي حدوده
وكذلك الروح
لا يمكن للعقل تصور الروح لانها أكبر من حدوده
وغير ذلك من الاشياء التي تم النهي عن الخوض فيها صراحة أو ضمناً
لكن يبقى مع ذلك أن الأصل في الاشياء الاباحة
خاصة وانه لا يوجد من يستطيع أن يقرر أن حدود العقل تقف عند مرحله معينه
قدرات العقل محدوده وهذا صحيح
ولكن من يستطيع أن يرسم هذه القدرات وتلك الحدود
الحل الوحيد أن تطلق العنان لفكرك حتى يصطدم بالسور
كما قال اجزوتك ماتر
انت انسان محبوس في مليون متر مربع
انت تعرف انك محبوس
ولكنك لا تعرف ما هي حدود اسوارك
والسبيل الوحيد ان تظل تركض وتركض حتى تصطدم بالسور فتعرف حدود سجنك
والا عليك ان تنام مكانك وتستيقظ مكانك
وتقضي حاجتك مكانك
بدعوى انك محبوس
الحق أقول لك
لو ان حماراً مربوط الى شجرة وحاول مرة واحدة ان يشد هذا الحبل
لهو عندي افضل من مائة من أمثالك
هذه دعوى لاطلاق أعنه الفكر
حرروا انفسكم من اسار المعتقدات الباليه والافكار المبتوره
فنحن نملك الكثير وربما أكثر مما نتصور
هناك اشياء في هذه الحياه لنعرفها ونجربها
فلماذا نضن على انفسنا بتلك الفرصة
اقرأوا معي قول الله تعالى
.....
ان في خلق السماوات والارض
واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب،
الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم
ويتفكرون في خلق السماوات والارض
ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
......
ان خلق السماوات والارض على ما بهما من احكام وابداع
وتعاقب الليل والنهار على الدوام علامات واضحة على الصانع وباهر حكمته وعظيم صنعه
ولا يظهر ذلك الا لذوي العقول السليمة الذين ينظرون الى الكون بطريقة التفكير والاستدلال
لا كما تنظر البهائم،

ان الفكر والتفكير واعمال النظر، واطلاق سراحه في الكون فضائه وسمائه،
ارضه وبحره،
وفي النفس جزئياتها وكلياتها،
وفي المخلوقات كبيرها وصغيرها، عظيمها وحقيرها
من الامور التي حض عليها الاسلام ورغب فيها
جاءت مؤكدة على اهمية وضرورة التفكير لانه اول خطوات الايمان.
جاءت منوهة بفضل اهل الفكر والنظر وناعيه
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام ويل لمن قرأها ولم يفكر فيها
وقوله.
فكر ساعة خير من قيام ليلة
بل لقد ذهب اخرون من السلف الى ان «فكر ساعة خير من عبادة سنة»
لانك في هذه الساعة قد تضيء كامل حياتك بالايمان الحقيقي وتلقى بظلال هذا الايمان على من يحيطون بك،
اما عبادة السنة فهي مقتصرة عليك وعلى وقتها.
ذلك ان التفكير في ايات الله وبديع خلقه يزيد العبد ايمانا ونقاء واقرارا بعظمة الخالق وربوبيته
فلا يملك بعد جولة سريعة في هذه الايات او جزء منها الا ان يردد من اعماقه «سبحانك اللهم»
يسمع صداها كل من حوله فيرددها.
ايات كثيرة تلك هي الايات التي جاءت في كتاب الله المسطور
تحمل قارئها على التفكير في كتاب الله المنظور،
كي تجدد الايمان وتعظم الالهية في الذات الانسانية،
- قال تعالى: «ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس وما انزل الله من السماء من ماء فاحيا به الارض بعد موتها وبث فيها من كل دابة وتصريف الرياح والسحاب المسخر بين السماء والارض لايات لقوم يعقلون» البقرة/164.
- وقال عز وجل: «افلم ينظروا الى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج» والارض مددناها فالقينا فيها رواسي وابنتنا فيها من كل زوج بهيج تبصرة وذكرى لكل عبد منيب» ق/6-8.
- وقال ايضا عز وجل من قال: «فلينظر الانسان مم خلق» الطارق/5 وقال: «افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت» الغاشية/17 وغيرها كثير من الايات التي تحث على الفكر، ان فكر الساعة او ساعة فكر ونظر، يسبح فيها العبد في ملكوت الله، فينطلق فيها من عالم محدود الى عالم لا تحده حدود،
ويخرج من اسر النفس الضيق الى فضاء رحب لا تدرك الابصار اخره ولا العقول نهاياته،
ان حياة القلب،
وذكاء الفؤاد،
ونور البصيرة،
وصدق الفراسة،
وطمأنينة النفس،
وهدؤ البال،.
وحلاوة العبادة،
ولذة الطاعة،
وجلال الذكر،
امور لا يملكها الا كل عبد منيب، له في كتاب الله المنظور ورد ومنهاج
يعيد النظر فيه كرة بعد اخرى وجولة بعد جولة،
يخرج فيها من حدود البنيان والعمران، واجواء المكاتب والغرف الموصدة، والشهوات والاهواء
.....
فكروا وانظروا
لاجل خاطر انفسكم أنتم
ولا تكترثوا كثيرا بما يخطه ستورم بيمينه
لا تهتموا لتلك الضوضاء التي يحدثها
فليس ذنبه أن الله تعالى قد جعل صوت افكاره
عاليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق